خلال اشهر معدودة، أثبتت الاستراتيجية الامنية الجديدة التي تبناها الاردن جدواها. اول الحصاد المعلن كان اعتقال زياد الكربولي الذي قتل السائق الاردني محمد الدسوقي. والقطاف الكبير كان مقتل زعيم الارهاب في العراق أبومصعب الزرقاوي، حيث اسهمت دائرة المخابرات العامة في العملية التي ادت الى مصرعه.
الاستراتيجية الجديدة بدأت مع تولي اللواء محمد الذهبي ادارة المخابرات العامة بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، وركيزتها مطاردة مصادر الخطر على الاردن في مواقعها ضمن منهجية عمل هجومية.
فتحت المنهجية الجديدة الباب امام دائرة المخابرات العامة للعمل في ميادين خارجية وجد فيها الارهابيون فرصة العمل والتنظيم والتخطيط. وانتقل العمل الاستخباراتي بناء على ذلك من الاستراتيجية الدفاعية الوقائية الى الهجوم الاستباقي في تحول فرضته التغييرات الجذرية في ادوات العمل الارهابي وطبيعة الخطر الذي يمثله.
وبالاضافة الى استهدافها الخطر الأمني في مراحل التخطيط، سعت الاستراتيجية الجديدة الى ارسال رسالة واضحة لمصادر الخطر بأن الاردن سيثأر من اي عملية تستهدف امنه ومواطنيه.
فالواضح ان صانع القرار السياسي والأمني رأى ان إبقاء مصادر الخطر الأمني على الاردن تحت تهديد المتابعة والملاحقة سيوفر عاملا رادعا للتنظيمات الارهابية التي كثفت من محاولاتها استهداف امن البلد خلال السنوات الماضية.
ويحذر البعض من تبعات هذه المنهجية لناحية استفزاز الجماعات الارهابية، ودفعها للقيام بعمليات انتقامية ضد الاردن. لكن سجل هذه التنظيمات أثبت انها لا تحتاج لسبب حتى تضرب الاردن. فتلك تنظيمات تقتل أنّى استطاعت كما بدا جليا من العمليات الارهابية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حين ضرب اتباع الزرقاوي اهدافا مدنية لا لسبب الا لسهولة الوصول اليها.
السبيل الوحيد للحد من الخطر الذي تمثله التنظيمات الارهابية اذن هو في اضعافها ومحاصرتها ووضعها تحت ضغط الخوف من انها ستدفع ثمن الاعتداء على البلد.
اعتقال الكربولي وقتل الزرقاوي واحباط عديد عمليات ضد الاردن ودول اخرى كشفها العمل الاستخباري خارج الحدود دليل على ان هذه الاستراتيجية تحقق اهدافها. فلكل داء دواء. ودواء الارهاب في مواجهته أمنيا وفكريا وثقافيا.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ايمن الصفدي   جريدة الغد