عندما تصبح الكتابة محاذية للخطوط الحمراء فان مهارة أكروباتية عالية  يجب ان تتوفر في صياغة الكلمات لعبور حقل الالغام  بسلام فلا يطير المقال، ومن الواضح أن الأمر لم ينجح أمس وأنا أتحدث عن تلك الخطوط الحمراء المفترضة التي يعتقد البعض أن متابعة  قضايا الفساد تقف عندها وتنكص عائدة كلما اقتربت منها.
أهرب اليوم بعيدا عن السياسة الى حقل البراءة  حيث يمكن قول الأشياء بأريحية لن يختلف عليها الآباء الذين ربما قرأوا تحقيق أمس في "الغد" عن الحقائب المدرسية التي ينوء بحملها الأولاد.
يتكرر طرح هذه القضية على مدار السنوات ومع بداية كل عام  دراسي حيث  تتكرر صدمة الآباء والأمّهات بوزن الحقيبة التي يجب ان يحملها الأولاد على ظهورهم وأكّدت دراسات علمية انها تسبب آلاما  ومشاكل صحيّة أخطرها الانحراف في العمود الفقري.
هل يعقل ان نعجز عن اجتراح حلّ خلاّق لهذه القضية؟! أحد الحلول كانت صنع الحقائب بعجلات لكن هذه "الموضة " اختفت تقريبا وهي في جوانب منها غير عملية، وهناك مقترحات أخرى مثل أخذ عدّة حصص للمادّة الواحدة في اليوم بدل توزيعها على جميع ايام الأسبوع بحيث لا يضطر الطالب لأخذ اكثر من كتابين أو ثلاثة في اليوم مع دفاترها أو الاحتفاظ بالكتب أو معظمها في الصفّ أو وجود نسخة في البيت واخرى في المدرسة  من الكتاب، ويبدو أن لكل اقتراح جوانب غير عملية تعيق الأخذ به. وهنا استطيع ان اضيف اقتراحا ربما لم يدرس وهو تحويل الكتاب الى فصول منفصلة أو مجموعة بطريقة يسهل فصلها بحيث يأخذ الطالب معه فقط الفصل الذي يدرسه ولو تمّ تقسيم الكتاب الى اربعة اجزاء يمكن توفير ثلاثة ارباع الوزن.
بهذا الاقتراح الأخير أو غيره يجب التوصل الى حلّ. و ليس معقولا ان تستمر وزارة التربية في تأجيل الموضوع أو التذرع بأن كل الدول تعاني منها، وفي الحقيقة أن بعض الدول يختلف نظامها المدرسي حيث لا يوجد مذاكرة بيتية فالدوام يستمر طوال النهار ويتضمن المذاكرة ايضا، بينما خارج المدرسة يصرف الطالب وقته على أمور اخرى.
مهما يكن علينا ان نبتدع حلّنا الخاص ونقترح على الوزير تشكيل لجنة خاصّة بالموضوع تستقطب كل الأفكار والاقتراحات الممكنة وتصل الى بلورة تصور معين ولا اعتقد ان الخيال سيقصر عن ايجاد حلّ اذا عزمت  الحكومة على ذلك.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

جميل النمري  صحافة  جريدة الغد