كأول المزهرين بشمس هذا الخلود
ينبعتُ الهَمّ الكينوني من الصّدى
كعهودِ أسرٍ تَزْفَرُ ماضيها
تتأهبُ لوُلُوجٍ جَمْعِيٍّ مُلْتَاعٍ
يُآزِرُ بالسّنَا عيونَ نداه
و يُدَوِّبُ الإمعان بنظراته
المخترقِ حَدّ بصرها
نطاق صمتٍ عابقٍ
تَغْزُوهُ دهشةٌ مُتَمِنِّعَة
و لمّا يَكْتَسِحُ البرقُ الكوني
بحر الهدوءِ الوامضِ
تراه عائدا بِهَمٍّ روحي
يقرأ الحِسّ لا مُدْرَكَاتِه
و جاثِمًا على مُيُوعَةِ نزوحٍ دموي
يَدِبّ بشعاعِ بوحٍ خافِتٍ
تَجْهَرُ أدْعِيَتُهُ بالإبْتِهَالاتِ
المُرَثّلَةِ على أسماعٍ يُؤْلِمُهَا الإنصات.
و كأول المَشْغُوفِينَ بالنّقْرِ
على طُبُولِ التّخْيِيلْ
تَبْزُغُ من الغروب
حروف اللّمْعِ شارقةً
تبوحُ الصورة بصوتها
شكلا ًعلى الرسمِ كاملاً
تَنْطَفِىءُ أهواء الوحْشةِ
بِنُورَانِيَةِ ألْفَةِ الطّبْع
و يَغُورُ الزمن بفؤادِ وقتٍ نابضٍ
لتَعْتَرِشَ دِرْوَةُ التّأمّلِ تَقَصِّيَاتٌ
تَتَقَفّى سُيُولَةً
تَنْسكَبّ من حُمُولَةِ الحدس
و من آنْسِيَابٍ سَلِيقِيٍّ جَارِفٍ
يَسْبُرُ عوالم الرؤى المُضِيئة
و مَكْنُونَاتِ خواطرٍ بيضاء
تَطْفَحُ بِمَحْسُوسٍ مشرقٍ
كوَحْيِّ يَسْبُكُ ذُرَرَ الفِطْنَةِ
على تاجِ فكرٍ مِيتَافِيزِيقِي.
المراجع
الموسوعة الالكترونية العربية
التصانيف
شعر ملاحم شعرية