أمس ومنذ الصباح كنت افكر اين أهرب من الكلام عن القمّة العربية التي تمتلئ الصحف بأخبارها عبر تقارير الوكالات والمراسلين وآراء الكتاب والمعلقين.
ووجدت بالفعل ما هو افضل وأجدى، فغداً ينعقد في عمّان مؤتمران مهمّان هما المؤتمر العالمي للطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية، والمؤتمر الأردني الأوروبي للطاقة المتجددة، والطاقة المتجددة المقصودة هي تلك الطاقة النظيفة الآتية من مصادر لا تنضب ابدا، مثل الشمس والرياح،  ويفترض ان تغنينا ذات يوم بالكامل عن هذا العمل المنبوذ والمتخلف الذي هو حرق النفط!
وأمس كان هناك مؤتمر صحافي بحضور باتريك رينو سفير ورئيس المفوضية الأوروبية في عمّان، ومالك الكباريتي رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة، والدكتور أحمد سلايمة مدير مركز الطاقة في الجامعة الأردنية، والمهندس باسم فراج، رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنية الأوروبية، التي تشارك في تنظيم المؤتمر الأردني الأوروبي، حيث يفترض ان يكون القطاع الخاص شريكا حيويا في مشاريع انتاج الطاقة البديلة.
وفق الاستراتيجية الوطنية للطاقة يجب ان نصل عام 2020 لانتاج 10% من حاجتنا للطاقة من المصادر المتجددة، كالشمس والرياح، واعترضت على تواضع هذا الهدف، لكن الكباريتي اعتبره رقما جيدا وطموحا، وسيشكل مع مجموع المصادر البديلة للبترول نسبة قد تتجاوز 30%.
الملاحظة التي صدمتني أنني حين أشدت بانتشار السخانات الشمسية بالأنابيب المفرغة التي تمّ تسويقها كتقنية متطورة توفر ماءً ساخنا باضعاف الالواح العادية حتّى في الشتاء جاء ردّ الكباريتي بأن هذا ليس صحيحا وان الالواح التقليدية افضل وان انتشارها الذي ساد لزمن تراجع كثيرا مع الأسف!
ولم يتح الحصول على توضيحات اضافية في وقت المؤتمر الصحافي، ولذا يجب ان تصدر للرأي العام شروح وافية حول الموضوع، فقد شاركت في ملتقيات غير تجارية روجت كثيرا للأنابيب كتقنية رائعة ومتطورة، وقد انفق الكثير من المال على الدعاية لها فما الذي يحدث بالضبط؟!
هناك ايضا تقنية الخلايا الضوئية لتحويل الطاقة الشمسية الى كهرباء، وهذه لم تبدأ بعد في المنازل عندنا، وذكر الدكتور السلايمة أن كافتيريا نموذجية في الجامعة الأردنية تفتح قريبا ستعتمد بالكامل وفقط على الطاقة الشمسية، وستشجع المشاريع الفردية على سلوك هذا السبيل.
على نطاق اوسع، فلدينا 100 محطّة منتشرة في المملكة تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهناك مشاريع كبيرة قيد الانجاز، وفي الطموح المستقبلي ان يصدر الأردن هذا النوع من الطاقة، فشمس الأردن تشرق اكثر من 300 يوم في العام وبنوعية ممتازة.
وليست التحديات تقنية فقط، بل توفير المال ايضا، فالبنية التحتية تكون مكلفة في البداية، وتعويضها يتمّ على مدار عشرات السنين، وابدى سفير الاتحاد الأوروبي حماسا لمساعدة الأردن في هذا الاتجاه، وذكر ان اوروبا تنفق 220 بليون دولار على الاستثمار في صنع الطاقة المتجددة، ستصل الى 500 بليون عام  2015. وهناك تخطيط في الامارات لمشروع بكلفة 22 بليون دولار لبناء مدينة كاملة تعمل فقط بالطاقة المتجددة.
التطور التقني وتوفير التمويل ركيزتان اساسيتان، لكن وعي الناس وقناعتها وحماسها للمصادر البديلة والاهتمام بوسائل توفير الطاقة ابتداء بالقابلية للإنفاق على العزل الجيد، وانتهاء باستخدام مصابيح توفير الطاقة، هو الركيزة الثالثة، وهنا يتوجه الينا المفوض الأوربي، فللإعلام دور حيوي للغاية.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

جميل النمري  صحافة  جريدة الغد