«إن شاء الله اتموتون من الجوع يا كلاب العرب ,,, بارك الله بسجانينا العراقيين في سجن الناصرية ومسؤولي السجن على سوء معاملة كلاب الوهابية العرب ..... سرسرية ..لعنة الله على العربان»

كان هذا تعليقا على خبر يتحدث عن اضراب المعتقلين العرب في سجن الناصرية، النفس الطائفي البغيض يصرخ في التعليق، كما هي المعاملة التي يلقاها هؤلاء، ثمة عشرات من «الأسرى» العرب في سجون العراق، يلقون معاملة مثيرة للتقزز، وعلى خلفية طائفية بغيضة، تعكسها صاحب التغريدة

لا نريد أن نتوقف كثيرا أمام هذه المشاعر المرفوضة، فثمة عشرات وربما مئات من السجناء الأردنيين والعرب في سجن الناصرية الحكومي بدؤوا اضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجاً على المعاملة السيئة التي يتلقونها من القائمين على السجون العراقية. اثنان من هؤلاء السجناء تمكنا من الاتصال بقناة تلفزيونية وكشفا عن معاملة بشعة يتعرضان لها، وقالا إنهما تعرضا للضرب بالعصي من سجناء عراقيين ومن عسكريين بعد تلاسن على خلفية الموقف من الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما كشفا ان الأمن الحكومي يعاملهما بشكل سيئ على أسس طائفية، وتحدث أحدهم عن تكرار المعاملة السيئة والضرب المستمر والإهانات مع السجناء العرب كلما حدث تفجير في العراق . بل إنهم يهانون ويضربون من قبل السجناء والقائمين على السجن، ويدفعون ضريبة ما يحدث في سورية والعراق، حسبما يقولون..

بينَ المعتقلين المضربين سعوديون وأردنيون وسوريون ويمنيون، وبدأنا اضرابا مفتوحا عن الطعام حتى تتحقق مطالبهم بنقلهم إلى سجن آخر أو نقلهم لقضاء محكومياتهم في بلادهم، المعتقلون قالوا أنهم لن يوقفوا اضرابهم حتى تتحقق مطالبهم لا سيما نقلهم إلى سجون أخرى..

بين هؤلاء السجناء محكومون بالإعدام وينتظرون تنفيذ حكم الموت، وبعضهم اعدم فعلا، وقد أعلن عن تنفيذ السلطات العراقية قبل أيام عقوبة الإعدام بالمواطن السعودي مازن مساوي رغم تأكيد محاميه قحطان حومد أنه حصل على أمر بتأجيل التنفيذ.

وقال المحامي إن عملية تنفيذ الحكم كانت مفاجئة رغم أنني المحامي الموكل من قبل مازن قدمت التماساً إلى النيابة العامة بتأجيل تنفيذ الحكم وقد صدرت موافقة على ذلك، وأبلغنا السجين بقرار التأجيل، وبدوره أبلغه للسجانين أثناء اقتياده إلى غرفة الإعدام، إلا أن أحداً لم يستمع لهذا الطلب الموجود لدى النيابة العامة .

وعن مبررات إيقاف الحكم يقول إن القانون يعطي الحق في إيقاف تنفيذ الحكم لا سيما أن مازن سبق إيقافه من قبل القوات الأمريكية قبل أن يفرج عنه لعدم وجود ما يستوجب إيقافه، ثم اعتقل مرة أخرى في 2010 بتهمة الانضمام إلى مجموعة إرهابية فجرت مركزاً للشرطة في بغداد من قبل السلطات العراقية بتهمة أعمال تفجير وإرهاب طبقاً للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، حيث جرت محاكمته سريعاً، ولم يكن له أي محامٍ يترافع عنه ويتضح من هذه الواقعة أن حياة الأسرى وليس السجناء العرب مهددة، وأنهم لا يحظون بأي محاكمة عادلة، ما يستوجب تدخل حكوماتهم بكل الطرق لاستخلاصهم من هذا الكابوس، وإتاحة الفرصة أمام من تثبت إدانته لقضاء محكوميته في بلده، أو على الأقل العمل على توفير معاملة إنسانية له في السجون العراقية، رغم ان السلطات العراقية لا توفر مثل هذه المعاملة لمواطنيها، فكيف بالمواطنين العرب؟


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور   العلوم الاجتماعية