يتوزع المراقبون بين كفتي التشاؤم والتفاؤل بانتظارالتشكيلة الوزارية التي ستعكس عمق التغيير والتوجه السياسي الاصلاحي انسجاما مع كتاب التكليف الذي طلب مسؤول الاعلام والمستشار السياسي لجلالة الملك الزميل أيمن الصفدي أن يكون هو – أي كتاب التكليف - أساس التقييم وليس التخمينات والرأي الشخصي بالرئيس المكلف.
يوصف سمير الرفاعي بأنه ليبرالي اقتصادي ومحافظ سياسي. والذين كانوا يخشون ان يكون رحيل الذهبي لحساب تيار رئيس الديوان السابق د.باسم عوض الله رأوا بمجيء الرفاعي ما يطمئنهم فهو ليس جزءا مما اطلق عليه تسمية تيار "الليبرالية الجديدة" ولم يكن على تناغم أو وفاق معه، لكن على الضفّة الأخرى يخشى الإصلاحيون ان يكون الرفاعي وفيا فقط لرؤيته الاقتصادية الليبرالية وخالي الذهن بالنسبة للإصلاح السياسي. والرفاعي سليل بيت عريق في السياسة والحكم لكنه لم يكن يداخل علنا في الشأن العام، فلم نتعرف على أفكاره السياسية، وهو انتقل من رئاسة الديوان الملكي مباشرة الى العمل الاقتصادي على رأس مجموعة استثمارية كبرى. وشخصيا لم أحصل على فرصة التعرف مباشرة على آرائه فلا أجد نفسي في موقف لإعطاء أي تقييم.
حسب البعض فهو محافظ ومتحفظ تجاه طروحات الإصلاح السياسي، وحتّى لو كان هذا صحيحا فهو غير كاف لتقييم موقفه من مشاريع الإصلاح الآن، فنحن نتحدث عن إصلاح بملامح وطنية محددة تضمنها كتاب التكليف. وكانت الحكومة السابقة قد شرعت بالتهيؤ له والملفات بين يديها فعلا، وللتذكير فهي بدأت حكومة تكنوقراطية صرف من دون أي مشروع سياسي لكن التجربة والواقع أوصلاها الى قناعة بضرورة الإصلاح السياسي وهو الاستنتاج الذي خرج به كتاب التكليف " لن ينجح الإصلاح الاقتصادي من دون إصلاح سياسي". وعليه فالحكومة المقبلة ليست بحاجة للتجريب لعام آخر قبل أن تصل لنفس الاستنتاج، ثم إننا دخلنا أصلا في المشروع، وإلا لماذا حُلّ مجلس النواب وتقررت انتخابات مقبلة بقانون جديد.
قبل هذه المرة ظهرت مشاريع إصلاحية وانتهينا إلى انتخابات بالقانون نفسه. ونتذكر كيف كانت وماذا أفرزت، وفي حينه كتبنا حرفيا أننا وقد خسرنا معركة التغيير فنحن نستسلم وسنضع رِجلا على رِجل ونقعد ونراقب. ولم يحتج الأمر أكثر من عام واحد ليعود الجميع للشكوى والحديث عن ضرورة التغيير. وبعد عامين لم نعد نتحمل الاستمرار حتى تمّ حلّ مجلس النواب من أجل الانعطاف إلى مسار جديد .فكيف يمكن النكوص مجددا؟!
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
جميل النمري صحافة جريدة الغد