أمس قام الرئس بأول إطلالة عامّة على وسائل الإعلام في لقاء صحافي موسع والى جانبه عدد من الوزراء بينهم رؤوساء اللجان الوزارية لمحاور "الخطّة التنفيذية لبرنامج عمل الحكومة" التي قدمت صباح أمس لجلالة الملك وبعد الظهر للإعلام.
الخطّة التي كان الملك قد طلب إعدادها خلال 60 يوما وزعت اثناء اللقاء ولم يكن ممكنا بناء الأسئلة عليها لكن الرئيس والوزراء قدموا التوجهات العامّة وكان لدى الصحافيين الكثير ليسألوه عنه وفي الخلفية الظلّ القاتم  للأوضاع المالية. وقد وصف الرئيس ملامحها الرئيسة: مديونية تقترب من 11 بليون دينار، وسنة ماضية اختتمت بعجز ناهز ألفا وخمسمائة مليون دينار وعجز متوقع لهذا العام يناهز الف ومئة مليون دينار بعد اكتشاف  التزامات إنفاق أهمل إيرادها في موازنة 2010 وإيرادات لن تتحقق والمجموع يناهز 450 مليون دينار وهو ما ضاعف العبء ووضع الحكومة في مواجهة حالة طوارئ لضغط الإنفاق وزيادة الإيرادات.
الى جانب التأكيد ان الحكومة لن تلجأ الى ترحيل المواجهة والى التأجيل الذي تدفع ثمنه الأجيال القادمة حاول الرئيس بثّ رسائل تطمين بالقول إن الحكومة ستتجنب قدر الإمكان التأثير على كل ما هو أساسي من السلع وما يؤثر مباشرة على معيشة المواطن، وتعهدت بذلك أمام جلالة الملك. ونفى الرئيس وجود قرارات بالرفع على سلع بعينها تاركا الباب مفتوحا على ضوء الضرورات وهدي المبدأ آنف الذكر.
أقل عمومية جاء الحديث عن مجالات التوفير في الإنفاق حيث تقرر وقف أي إنفاق على مشاريع جديدة وعلى مشتريات اللوازم والأثاث وغيرها باستثناء التربية والصحّة. وقدمت تصورات عن دمج واختصار الهيئات والمؤسسات وكمثال الجهات المعنية بالاستثمار لكن لم تقدم  قرارات محددة فما يزال يتوجب دراسة التطبيقات المحتملة في كل مجال.
في الحقيقة أن هامش التوفير متواضع كما أوضح الرئيس، ذلك أن 65% من الموازنة هو رواتب وأجور و10% فوائد ديون و10% إنفاق جار للوزارات والمؤسسات ثم هناك النفقات الرأسمالية المتعاقد عليها، ولا يزيد المبلغ الذي يمكن العمل على تخفيضه على 300 مليون دينار.
الخطّة التي وزعت تقول ما هي الأعمال التي ستنجز خلال العام  2010  لكنها ليست موزعة على أشهر السنة وقد يرد ذلك في الخطط التفصيلية، ذلك أن المساءلة يفترض أن تكون على محطّات فصلية على الأقلّ، والعديد من الأهداف هي عناوين لا يمكن الحكم على قيمتها العملية، لكن على الأقلّ فإن الخطّة تقرر المسؤولية أمام الإعلام  في تقديم المعلومات وعقد اللقاءات الدورية والمؤتمرات الصحافية التي تتيح المساءلة وتقصي التفاصيل.
ملاحظة واعتذار
في مقال أمس تم شطب بضع عبارات تتوسط الفقرة التي تشير الى التقارير الإعلامية عن شريطي مقابلة مع الشهيد المبحوح فارتبطت العبارة الأولى عن الفقرات التي نشرتها الجزيرة ويظهر فيها الشهيد ملثما بالأخيرة التي تشير الى مقابلة ألغيت كان فيها مكشوف الوجه. وهو خطأ غير مقصود أعتذر عنه.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

جميل النمري  صحافة  جريدة الغد