كان في رأسي عدة موضوعات لأكتب بأحدها في هذا اليوم، لكن رحيل الزميل والصديق سامي الزبيدي وعائلته وصهره، ظل مسيطرا على ذهني، رغم أن علاقتي بالراحل لم تكن متواصلة، فقد كنا نلتقي بين حين وآخر، في مناسبة ما، أو خفل، ورغم أننا كنا على طرفي نقيض في غالب المواقف والأفكار، إلا أنني كنت أكن له ودا عميقا، وكنا نستمتع سوية في أحاديثنا الجانبية، وتحليلاتنا للواقع، حيث كنا غالبا ما نتفق

آخر مرة رأيت فيها سامي، كانت في بيت صديق مشترك على وليمة صغيرة ضمت لفيفا من الإخوة، منذ شهرين أو اكثر وقبل ذلك رأيته على شاشة محلية، أبدع فيها بتحليه لواقعنا، وبدا أننا متقاربان كثيرا في الرأي، وقد ابديت له إعجابي بما قال بل إنني أذكر حينها أنني وضعت ما قاله على صفحتي على الفيس بوك، وكم سر بهذا الأمر، والتمعت عيناه بفرح غامر

سامي الزبيدي رحل في توقيت لافت، وفي ظروف مفجعة، فلم يتسن له أن يرى النتائج النهائية للانتخابات، ولا اريد أن أقول إنه محظوظ بهذا، فرحيله الدراماتيكي، لا ينطوي على أي حظ، بخاصة بالنسبة لنا نحن الأحياء، الذين نتشرب حسرتنا على من يرحل منا فجأة، وبلا مقدمات، أذكر سامي في إحد انتخابات نقابة الصحفيين، وكمية الصدق الذي باح لي به مع ساعات الصباح الأولى وكنت أجالسه وصديقنا باسم سكجها، وليلتها اجتهد سامي – رحمه الله – بإقناعي بحقيقة الانتخابات، ولكنني كنت آخذ بظاهر الأمور، وما قيل لي، كان صاحب رؤية ثاقبة، وكنت طيبا زيادة عن اللزوم

امتلك سامي قلما جميلا وعبارة مشرقة، كنت أستمتع بما يكتب، وأحرص على متابعته، رغم اختلافي معه، ولكننا احتفظنا باحترام متبادل، وود عميق..

أذكر في أحد الأيام كيف تسللنا أنا وهو وصديقنا بسام بدارين لشاطئ البحر الميت ليلا، حيث رغب سامي بالسباحة بعيدا عن العيون، ورأيته وهو يسبح بمعونة بسام، كان سامي -رحمه الله- فرحا كالطفل وهو «يعوم» على أطراف المياه

رحل سامي، وفجعني رحيله وفجع زملاءه ومحبيه، وتركنا في في دهشة كبيرة، بخاصة أمام طريقة الرحيل التي قدرها الله جل وعلا، فلم يرحل وحيدا، بل رحل هو واسرته، بحادث مفجع، سيمر وقت طويل قبل أن ننساه

رحم الله سامي، وأسرته، وصهره، وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون..


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور   العلوم الاجتماعية