نحضر عشرات الملتقيات والمنتديات الإعلامية، المحلية والإقليمية، ثم ننتبه أن المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس في البحر الميت هو الأول الذي يقيمه الصحافيون الأردنيون لأنفسهم من خلال نقابتهم.
ننتبه مدهوشين، أن نقابة الصحفيين العريقة تعقد، لأول مرّة في تاريخها، مؤتمرا وطنيا للإعلام الأردني، وقد استحق في ضوء ذلك أن يطلق عليه اسم "الأول"، أي سيعقبه الثاني في السنة المقبلة، حسب وعد النقابة بأن يكون هناك مؤتمر سنوي للإعلام الأردني.
هل كان المؤتمر على مستوى المناسبة والاسم؟ يمكن أن نقول إنه كان جيدا بالنظر إلى أنها "خطوة أولى". وهذا التعبير يبدو غريبا، كأننا نتحدث عن طفل انتصب للتو ليمشي، وليس عن مؤسسة عمرها أكثر من نصف قرن. وحسب أعضاء في اللجنة التحضيرية، فإن مؤسسة متخصصة في عقد المؤتمرات طلبت 50 ألف دينار لتنظيم المؤتمر، فقرر الزملاء أن يقوموا بتحضير المؤتمر بأنفسهم، وبهذا الجهد التطوعي فإن الترتيبات كانت معقولة.
افترضنا أن مناسبة كهذه، كان يجب أن تحظى بحضور مسؤولين وشخصيات سياسية بارزة، وحضور وزراء الإعلام السابقين، لكننا افتقدنا هؤلاء وأولئك، ولا أعرف إذا كان هناك مشكلة في الدعوات، وقد شارك في جلسات الحوار وزير إعلام سابق واحد هو الأستاذ نصوح المجالي. ومن المؤكّد أنه كانت هناك مشكلة في الدعوات للإعلاميين، بمن في ذلك المغتربون، ولا بدّ أن كثيرين غضبوا لاستثنائهم، فالمؤتمر عقد في البحر الميت، كطريقة لضمان الالتزام بجميع الجلسات، لكن هذا كان يعني أيضا تقييد الدعوات، وكان يمكن جعل الدعوة مفتوحة لجميع العاملين في الإعلام بعقد المؤتمر في عمّان، لكن ذلك كان يعني حضورا ضخما للافتتاح ثم ضمورا معيبا للجلسات.
وقد أعلنت بعض المواقع الالكترونية مقاطعة المؤتمر، للاشتباه بوجود "نوايا مضمرة" لقمعها، وهذا موقف عجيب بالحكم المسبق على النوايا، فقد شارك ناشرو الكثير من المواقع في المؤتمر، ودارت حوارات حرّة لا تختلف عمّا يكتب كل يوم، بل دار نقاش رؤيوي مهم حول مستقبل وسائل الإعلام ومكانة وسائل الاتصال الحديثة ومستقبل الصحافة الورقية، ولم تقدم مقترحات قمعية تجاه أحد.
المؤتمر الذي افتتح تحت رعاية رئيس السلطة التشريعية طاهر المصري شهد حضورا ثمينا لقضاة مختصّين بقضايا الإعلام، شاركوا بأوراق عمل مهمّة حول القوانين الناظمة أو المؤثرة على الإعلام والحريات الصحافية، إلى جانب دزينة من أوراق العمل غطّت مختلف محاور الإعلام.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
جريدة الغد جميل النمري صحافة