أتابع ما بدأته أمس، ويبقى توضيح بعض الالتباسات في موضوع البادية والكوتات.
بالنسبة لعلاقة دوائر البدو بالكوتا النسائية فقد كنّا نتمنى لو أن القانون حسمها بطريقة مختلفة. ففكرة رفع عدد مقاعد النساء إلى 12، كانت تهدف إلى تمكين كل محافظة أن تمثل بامرأة واحدة على الأقلّ، لأن النظام السابق ظلم بشدّة المحافظات الأكبر، لكن بإدخال دوائر البدو الثلاثة ( 9 دوائر فرعية) في المنافسة مع المحافظات على مقاعد الكوتا، أصبح هناك 15 طرفا يتنافسون على 12 مقعدا، أي يمكن أن تتمثل دوائر البدو على حساب 3 محافظات كبرى مثل عمان وإربد والزرقاء، مما ينسف المبدأ الذي رفعت من أجله الكوتا الى 12. بالمقابل من المفهوم أن الحكومة ما كانت تستطيع، لا استثناء البدو من حق المنافسة على الكوتا النسائية، ولا خصّ كل منها بمقعد كما لو كانت محافظة، وبذلك وضعت الحكومة نفسها أمام طريق مسدود. فهل من بديل؟ البديل الوحيد في هذا الوضع كان تعويم الكوتا على مستوى الإقليم، فيكون لكل إقليم (شمال، وسط، جنوب) 4 نساء، وتصنف دوائر بدو الشمال كجزء من إقليم الشمال، وبدو الوسط كجزء من إقليم الوسط، وبدو الجنوب كجزء من إقليم الجنوب. ويتم أخذ النساء (أربع) صاحبات أعلى نسبة أصوات على التوالي بين دوائر كل إقليم.
هناك أيضا التباس كبير بشأن تداخل الكوتا المسيحية والشركسية مع النسائية! فهل المرأة التي تنزل عن مقعد مسيحي تدخل أيضا في المنافسة على الكوتا النسائية؟ الزميل في الدستور ماهر أبوطير كتب مشددا بقوّة على رفض ذلك باعتبارها كوتا مضاعفة أو مزدوجة، ويجب على المرأة أن تختار أن تنزل على هذه أو تلك. وأريد تصويب هذا التشخيص؛ ففي الحقيقة لا تتمتع المرأة التي تنافس على المقعد المسيحي أو الشركسي والشيشاني بفرصة مزدوجة زيادة على زميلتها المسلمة. فالمقعد الشركسي أو المسيحي هو دائرة منفردة مثل بقية الدوائر، والمرأة تنافس في كل هذه الدوائر المائة وثمانية وهي يمكن أن تنجح كصاحبة أعلى الأصوات عن أي من هذا المقاعد، أو لديها فرصة ثانية كصاحبة أعلى نسبة أصوات بين النساء، أي أن هناك فرصتين متماثلتين للجميع؛ واحدة على المقعد الذي تنافس عليه وثانية على أعلى نسبة أصوات في الكوتا النسائية. وهو الشيء نفسه للبدو، فتلك المقاعد أيضا كوتات مغلقة على فئة معينة لا يستطيع المرشحون فيها الذهاب للمنافسة على أي مقاعد غيرها، فماذا تفعل المرأة البدوية إذا رغبت في المنافسة على مقعد المرأة فقط، وليس على مقعد الكوتا البدوية؟ فهي ليس مسموحا لها أصلا أن تذهب إلى أي دائرة أخرى غير دوائر البدو. وهذا حال المرشحة المسيحية والشركسية والشيشانية. إذن المنافسة المزدوجة صحيحة، وهي قائمة لجميع النساء؛ أكنّ منافسات على مقاعد المسلمين أم كوتات البدو والمسيحيين والشركس.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
جريدة الغد جميل النمري صحافة