إلى الشهيد كريم يوسف الذبحاوي
على نخلةٍ..
في "المحاجير"
حطّتْ ثلاثُ حمامات
كان الصباحُ ينفّضُ أغصانَهُ من بقايا الندى
فيرتعشُ العشبُ…
كان أبوهُ بزهوِ عباءتهِ, والعقالْ
يسرّحُ عينيهِ نحو الفضاءاتِ
نحو الدروبِ التي نبتَ الدغلُ فيها
لعلَّ غريباً ببابِ "المضيفِ" يؤجّجُ جمرَ الدِلالْ
لعلَّ كريماً يجيءُ
بنجماتِهِ اللامعاتِ على الكتفين, وضحكتهِ الآسرةْ
ينفّضُ عنه شجونَ المشيبِ, وصمتَ الليالْ
لعلَّ……
إلى نخلةٍ في "المحاجير"
طارَ الحمامْ
يرفُّ على موكبٍ عابرٍ في الأثيرِ
اشرأبّتْ له
كلُّ أعناقنا
والنخيلُ المكابرُ
كلُّ المدى,
وعيونُ الرجالْ
يا عذارى "أبي صخير"(*)
إنْ جاءَكنَّ الفتى القرويُّ
على كفِّهِ قمرٌ وعراقْ
محنىً بدمِّ شهادتِهِ
فاحملنَّ صواني الشموعِ إلى عرسِهِ
ثم حنّينَ من دمِهِ المستطابِ جدائلَكنَّ
فما كان يعشقُ إلاّ الأقاحي
ونخلَ "المحاجير"
والخصلاتِ المحنّاةَ في ليلةِ العرسِ
ما كان يحملُ في روحِهِ
غيرَ وهْجِ العراقْ
يا رجالَ العشيرةِ، لا تكسفوا "يوسفاً"
انحروا لمجيء كريم الذبائحَ
لا تقلقوا شيبَهُ والعقالَ الوقور
فالمضيفُ امتلأ بالرجالْ
وما زالَ دربُ "المحاجير"
يقطرُ بالناسِ من كلِّ فجٍّ
إلى بيتِهِ
ويا "أم كريم"، أما قلتِ: إنْ جاءَ – دينٌ عليَّ –
أزفُّ لعينيهِ أحلى صبايا "المحاجير"
ها هو جاءَ
فما تنظرين
والعذارى,
جميع العذارى, تقاطرنَ من كلِّ بيتٍ، إليكِ
على خفرٍ
كنَّ يرفعنَ ألحاظهنَّ،
لصورتِهِ

 

عنوان القصيدة: عن الفتى كريم

بقلم عدنان الصائغ


المراجع

adab.com

التصانيف

شعر   الآداب