بمحض الصدفة عرفت قصة السيدة رفيعة، البدوية الأردنية الحرة التي حققت ما يشبه المعجزة، رغم خذلان أسرتها ووزارة التخطيط في حكومتها، ورغم كل الصعوبات التي واجهتها، حتى أصبحت «بطلة نحتفي بإنجازها بالتزامن مع يوم المرأة العالمي» كما تكتب لينا شنك في موقع «تقدم»

بعد أن نشرت رابطا لقصة رفيعة على صفحتي على «الفيسبوك» تبين لي أن السيدة رفيعة كانت محط اهتمام أكثر من جهة، حتى أنه تم إنتاج فيلم وثائقي عن قصة نجاحها،

وهذا رابطه لمن يريد أن يعرف هذه القصة التي تعد مفخرة لكل نشمية اردنية وعربية:

باختصار شديد، بدأت قصة رفيعة عندما جاء الى قرية رفيعة الخبير الهندي روي بانكر، والذي أسس في الهند عام 1972 مع مجموعة من الأفراد منظمة طوعية تعمل في مجالات التعليم وتنمية المهارات والصحة ومياه الشرب، وتمكين المرأة من خلال كهربة الطاقة الشمسية من أجل رفع مستوى من سكان الريف اسمها barefoot college

ويومها ضحك الرجال والنساء معا من فكرة سفر رفيعة وسيدة أخرى من عائلتها إلى الهند ليلتحقن بكلية تجمع سيدات أميات يعشن في ظروف مشابهة من الفقر والتهميش لتعليمهن مهارات جديدة تساعدهن في كسب قوتهن مثل توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، الفكرة لاقت استحسانا من رفيعة، ونجحت في النهاية بالتعاون مع مسؤولين في وزارة البيئة في إقناع أهلها بالسفر برفقة سيدة أخرى من العائلة تدعى «أم بدر»، على أن يرافقهن بدر كمحرم إلى الكلية التي جمعتهن بنساء أميات من كينيا وبوركينا فاسو،غادرت رفيعة ورفيقتها وابن الأخيرة إلى الهند لتلتحق ببرنامج تدريبي مدته ستة أشهر يعلمها كيفية إنارة منزلها ومنازل قريتها باستخدام الطاقة الشمسية، رفيعة لم تكن بعيدة عن ضغوط العائلة والمجتمع، حيث اضطرت للعودة الى الأردن قبل أن تتم الدورة، ثم واجهت الضغوط والظروف القاهرة وتحدتها مرة اخرى ورجعت إلى الهند لإتمام الدورة، وعادت رفيعة إلى قريتها وسط احتفال أهالي القرية لتجد أمامها صعوبات أخرى تتعلق بتطبيق ما تعلمته، ومنها معضلة التمويل، حيث تمت مخاطبة وزارة التخطيط والتعاون الدولي لتمويل شراء مكونات الخلايا الشمسية حتى تتمكن رفيعة من الاستفادة من خبرتها المكتسبة في إنارة القرية كاملة، ولكن الوزارة «ترددت في دعم المشروع ولم تؤمن بالجدوى الاقتصادية فرفضت توفير التمويل اللازم؛ الأمر الذي اضطرنا في النهاية للسعي من أجل الحصول على تمويل من الحكومة الهندية لشراء المعدات وهو ما حدث بالفعل».

بعد الحصول على المنحة الهندية، نجحت أول سيدة أردنية خبيرة في مجال الطاقة الشمسية بإنارة 80 منزلا آخر في قريتها، ولا تزال قادرة على صنع المزيد إن آمنت حكومة أردنية بجدوى دعم مشروعها في افتتاح مركز لتدريب النساء على استخدام الطاقة الشمسية في بلد تسطع فيه الشمس لمدة لا تقل عن 300-330 يوما في السنة

ولن أزيد، ففيما ذكر كفاية وزيادة، والباقي عندكم


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور   العلوم الاجتماعية