بعد تجربة طويلة في العمل السياسي والبحثي والتعليمي في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسة شومان والموسوعة الفلسطينية والعمل الخاص والعام يعكف الدكتور أسعد عبد الرحمن على مشروع تحصيل المعرفة العلمية عن الجاليات ذات الأصول الفلسطينية المقيمة في بلدان المهجر والشتات، دول أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأستراليا.
وتؤدي هذا الدور اليوم مؤسسة فلسطين الدولية للأبحاث والخدمات التي يرأسها الدكتور عبد الرحمن، ومعه مجلس أمناء يتكون من الشخصيات المبادرة والرائدة في العمل العام والفكري والداعمة للمشروع.
هذه المبادرة المستقلة والقائمة على جهود شخصية من رجال الاعمال والمثقفين تمنح العمل مصداقية واستقلالية ونزاهة موضوعية وعلمية أيضا، كما أنها تعبر عن مسؤولية اجتماعية فردية ومؤسسية لا تجعل العمل العام مقتصرا على الحكومات والمؤسسات الرسمية والدولية والشركات الكبرى.
وتأصلت فكرة المؤسسة عندما تأكد فعليا عدم وجود معلومات وافية عن الجاليات ذات الأصول العربية بما فيها الفلسطينية، فالدراسات المتوافرة منقوصة ومحدودة، ويؤمل أن يؤدي ذلك إلى جسر عريض من التفاعل في الاتجاهين بين المهاجرين العرب والفلسطينيين وفلسطين والعالم العربي والإسلامي.
وقد أنجزت المؤسسة بالفعل مجموعة من الدراسات عن الجاليات الفلسطينية، وتتضمن أيضا معلومات جيدة عن الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا والدانمارك وهولندا والنمسا وبلجيكا وألمانيا والسويد واليونان وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا، كما تعمل المؤسسة على بناء قاعدة معلومات عن العلماء والمهنيين الفلسطينيين والعرب في المهجر، وهناك أيضا مشروعات أخرى، مثل التفاعل مع حركة التضامن الأوروبي مع الشعب الفلسطيني، وتنمية مهارات الفلسطينيين.
بذلك، فإن المهاجرين الفلسطينيين والعرب سيظلون على صلة إيجابية بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية، ويتاح لهم تقديم العون والمساهمة في العمل من مواقعهم، وسيكون ممكنا الاستفادة من خبرات تشكلت في الغرب، كالأطباء والعلماء وفي التدريب والبحث العلمي والإعلام والاستثمار، والدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية في الأوساط العالمية، وتعزيز الحضور الفلسطيني والعربي في دول المهجر ومساعدتهم في التفاعل مع الدول والمجتمعات التي استوطنوها من دون تخل عن حقوقهم الأساسية وعن ثقافتهم وهويتهم ومن دون تناقض أيضا بين مواطنتهم المكتسبة ومواطنتهم الأصلية، ففي إسهامهم الإيجابي وتفاعلهم مع أعمالهم ومجتمعاتهم الجديدة يضيفون إلى العالم وإلى أنفسهم معارف وأعمالا وخبرات جديدة، فالحضارة العالمية قائمة على مدار التاريخ والجغرافيا على التفاعل والاكتساب المتبادل ومحصلة الإضافات الصغيرة والكبيرة.
ومن المؤكد أن الهزائم والمكاسب الصهيونية كانت قائمة أيضا على الفروق التعليمية والثقافية والاقتصادية والتنظيمية والمخاسر الفلسطينية والعربية في هذا المجال أكثر من أي عامل أو سبب آخر، والمغلوب لا الغالب هو الذي يحدد نهاية المعركة.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ابراهيم غرايبة   جريدة الغد