هذا الموضوع يهم الملتزمين قبـل العوام ، حيث أن البعض إلتزامهم بالظاهر، أما قلبه أبعد ما يكون عن الالتزام.
سله من صباحه إلى مسائه من يومه إلى ليله، بم تفكر؟ ماذا يشغل قلبك؟ ما الهم الذي تحمله؟
أقصى شيء: الدوام،الوظيفة،المعاش،أو الدراسة إن كان طالبا،ً أو الزوجة أو الأولاد ثم ماذا؟؟ ثم لاشيء ، ثم أن ينام على الفراش ليستيقظ ليوم جديد. هذا همه هذا حاله وتفكيره. ولهذا الكثير من الناس يفرح عندما يرى اللحية والإزار القصير وهذا شيء مطلوب وطيب، ولكــــــن أُدخل في قلبه، أُدخل داخله لا تجد أثراً من أثر الالتزام، ولهذا الله سبحانه وتعالى لا ينظر يوم القيامة إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.
يقول عزوجل : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" أي قلب هذا القلب السليم؟
قلب تجده إن جاء وكبر بالصلاة همه في الدنيا. هل هذا القلب سليم ؟ قلب إن قرأة القرآن فهو لا يفكر إلا بالدنيا، وإن بكى في الصلاة فإنما يبكي على مصيبة أو على عزيز فقده ولا يبكي تأثراً بالقرآن ولهذا الله جل وعلا ، كل أو أكثر الآيات يخاطب القلوب ولا يخاطب الأجساد.
أسألكم بالله أخوتي، فيم تفكرون؟ وما الذي يشغل همكم من الصباح إلى المساء؟ ما الذي يطغى على تفكيرك؟ وعلى قلبك؟ هل هي الدار الآخرة؟ هل هي سكرات الموت؟ ألا تفكر في هذه الأمور؟ أم أنك لو فكرت بها تأخذ حيزاً قليلا من همك؟
قال عز وجل: " قُل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا"
يقول يوسف : قال لي سفيان الثوري: إئتني بالماء، يقول فقربت إليه كوزاً من ماء، يقول في أول الليل، يقول فاقترب من الماء ووضع يده على خده ، يقول فتركته وذهبت ونمت. يقول فاستيقظت لصلاة الفجر فجئت إليه فإذا هو على الحال الذي تركته عليها، فقلت له: يا أبا عبد الله ( سفيان الثوري) أما زلت على الحال التي تركتك عليها؟ قال : نعم ، قال: ولِمَ؟ قال: همّ الآخرة.  همّ الآخرة، ولهذا من الناس من أخلصهم الله بهذا.
ومن الهموم التي لا بد أن تشغلك، هم هذه الأمة، هم إصلاحها، ألا يقلقك؟ ألا يؤثر في قلبك؟
عندما تقوم أو تخرج من بيتك، أولا يخرج أحد للصلاة غيرك؟ ألا تضطرب عندما تقوم إلى الفجر إذا كنت من مصلي صلاة الفجر ، أنك تمشي في الشارع لوحدك وأنت تسمع قرع نعليك؟ ألا يحزنك؟!! ألا يهمك هذا ألا يصيبك بالحزن؟
إن هذا الهم قتل محمداً عليه الصلاة والسلام حتى تقول عائشة كان يجلس آخر عمره يجلس في الصلاة ، تعرفون لِمَ؟ تقول: مما حَطـَمَه الناس.
مما حطمه الهمّ. ألا تحمل هذا الهم يا عبد الله؟؟؟ " ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "
ولنحمل في قلوبنا دوما همّ نشر دعوتنا الاسلامية ما استطعنا .. وهنا على هذه الشبكة .. واخلاص النية لله وحده تعالى ولنجعل "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد" نصب أعيننا
 
من محاضرة للشيخ نبيل العوضي(ماالهم الذي تحمله).
 
 
 
 
 
 

المراجع

عودة و دعوة دوت كوم

التصانيف

عقيدة