قال الله تعالى: (وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
تتوالى الأحداث والمآسي في العالم الإسلامي تحمل بين طياتها المزيد من الأسى والحزن والألم على وضع كثير من بلاد الإسلام! وتتكرر قصص الابتلاء والتمحيص للمسلمين على مدار التاريخ! ويحمل أعداء الإيمان والنفاق شعار فرعون وملأه "أتذروا موسى وقومه ليفسدوا في الأرض"، تحمل قلوبهم الحقد والكراهية لهذا الدين الحنيف، والذي يدركون حق الإدراك أنه يقضي على جبروتهم وطغيانهم وشهواتهم، ويعيد الأمن والإيمان إلى قلوب الناس أجمعين.
في كل مرة كانت للمقاومة الإسلامية كلمتها في هذه المؤامرات التي تحاك ضد الصومال وضد الممالك الإسلامية السابقة على الساحل الأفريقي، ووسط هذه المآسي يدّعي كل طاغ ومتكبر بأنه المصلح وأنه (منقذ) البشرية من شرور الأشرار، كما جاء على لسان أحد فراعنة العصر "بوش": حيث قال في إحدى افتراءاته أن الله ـ تعالى علواً كبيراً ـ قال له: " يا بوش إذهب وقاتل الإرهابيين، وأشعر أن الله يريدني لذلك"! وأنه يدعو إلى الإصلاح والرفاهية، لذا فإن: "من لا يقف معنا فهو عدوّنا، لا يوجد خيار آخر له"؟! وأنه ملتزم بتطبيق حكم الله في الأرض وتحقيق الرؤية التي نص عليها الإنجيل والعهد القديم ووردت في سفر الرؤية، أي تخليص منطقة الشرق الأوسط من قوى الشر (أي : المسلمين) والذي هو شرط أساسي لعودة المسيح وتحضير المنطقة لخوض المعركة الأخيرة التي سينتصر فيها الخير على الشيطان وبالتالي إقامة دولة الله في الأرض ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ " !.
ويأتي كبيرهم "بنديكت السادس عشر" فيظهر ما في قلوب النصارى جميعاً من حقد وكراهية لهذه الرسالة السامية ـ رسالة الإسلام ـ عندما قال : "أرني شيئاً جديداً أتى به محمد (صلى الله عليه وسلم)، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف" !
سلسلة متواصلة من الاستكبار والعلو والفساد في الأرض، وجرائم ترتكب في طول البلاد الإسلامية وعرضها بدعاوى الإصلاح ونشر الديمقراطية، بدءاً من فلسطين ومروراً بالشيشان وكشمير وأفغانستان والعراق والسودان وأخيراً وليس آخراً بالصومال!
إن أول صراع شهده منقطة القرن الأفريقي في العصر الحديث بين الإسلام والنصرانية كان عام 1515م عندما غزت البرتغال الممالك الإسلامية التي كانت تحكم منطقة القرن الأفريقي كممالك: "زيلع ، وهرر ، وعدل ، وإيغات ، ودوارو" وغيرها ، والتي ساهمت بفضل الله عز وجل بدور كبير في نشر الإسلام على امتداد الساحل الأفريقي وجزء من وسطها، وذلك عندما استنجد نصارى الحبشة بالبرتغال لدفع المد الإسلامي عنها، عندما تمكنت الإمارة الإسلامية في "إيغات" السيطرة على منطقة "شوا" عام 1285م، وشكل هذا الحدث حالة من الهلع والخوف والرعب لدى نصارى العالم جميعاً، لأنه سينشب صراع رهيب بشأن مصير الحبشة، فاستنجد نصارى الحبشة بإخوتهم في البرتغال وغيرها، وتمكَّن البرتغاليون من تدمير مدينتي "بربرة وزيلع". ولكن سرعان ما انهزمت البرتغال والحبشة بالمقاومة الإسلامية التي قادتها شعوب هذه الممالك وبالدعم الذي تلقتها هذه الممالك من الخلافة الإسلامية في اسطنبول،
حيث أنشأت الخلافة الإسلامية أسطولاً في البحر الأحمر يستند إلى قاعدة "زيلع" يمدون بالأسلحة والمؤمن الإمارات الإسلامية. وإبان هذه الهزيمة الساحقة، وأثناء تقسيم الممالك الإسلامية في مؤتمر برلين عام 1884م، طلبت أثيوبيا بضم ممالك القرن الأفريقي إليها والقضاء تدريجياً على النفوذ الإسلامي في هذه المنطقة، حتى تدرأ عن نفسها الخطر كما تدعي، إلا أنّ الدول الغربية كانت تنظر إلى مصالحها أولاً ومن ثم مصالح المحمية النصرانية في أفريقيا (أثيوبيا) ثانياً، فتقاسمت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا هذه المنطقة التي تعرف اليوم بالصومال، ولكن المقاومة الإسلامية لأبناء المنطقة كانت في ازدياد، تخبو فترة وسرعان ما تعاود حيويتها ونشاطها، وتذهب قيادات فتأتي قيادات أخرى تكمل المسيرة.
وعلى هذه الشاكلة خاضت أثيوبيا في عصور ملوكها ورؤسائها الحرب تلو الأخرى للقضاء على ما تبقى من جذوة المقاومة في هذه المنطقة بدءاً من الإمبراطور منليك ومروراً بهيلاسلاسي، ومنجستو هيلامريام، وانتهاء بزيناوي، حيث أرسل الإمبراطور منليك في مايو عام 1898م مذكرة إلى الدول الأوروبية أكد فيها عزمه على استرجاع الحدود القديمة لأثيوبيا التي تمتد من الخرطوم حتى بحيرة "فيكتوريا"، وفي عام 1963م كرر رئيس الوزراء الأثيوبي المزاعم نفسها أمام الجلسة التأسيسية لمنظمة الوحدة الأفريقية حين أعلن أن الدول الاستعمارية قد حرمت بلاده من سواحلها على المحيط الأطلنطي، حيث لم تكن هناك دول تسمى السودان، تشاد، وأفريقيا الوسطى أو نيجريا، وإنما كان هناك أثيوبيا بطول القارة الأفريقية وعرضها. وقال: "إنه لا توجد وثيقة تاريخية تشير إلى وجود دولة أو أمة صومالية....، لقد أجبرنا المستعمرون في مؤتمر باريس الذي عقد بعد الحر ب العالمية الثانية والذين استخدموا سواحلنا في إريتريا والصومال للهجوم على الدولة الأفريقية المستقلة الوحيدة بذلك "!
أما في عهد منجستو فقد كرر القائم بالأعمال الأثيوبي في واشنطن عام 1980م المزاعم نفسها، حين صرح بأن المؤرخين الذين يعتد بهم قد أكدوا أن الصوماليين قد هاجروا من الأراضي العربية إلى القرن الأفريقي منذ ستمائة عام فقط، وأن المنطقة التي تسمى الصومال حالياً كانت منذ القرن السابع قبل الميلاد إقليماً أثيوبياً "!
وعلى هذا الأساس فقد احتلت أثيوبيا منطقة " أوجادين " بموجب اتفاقية برلين عام 1884م، حيث كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التي شاركت هذا التقسيم وهذا العدوان على الدول الإسلامية في القارة، وثناء لها على جهودها في محاربة الإسلام أعطيت جزءاً من الكعكعة وهي إقليم "أوجادين"! وللحفاظ على هذه المنطقة، طلبت أثيوبيا من الوفود المشاركة في مؤتمر القمة الأولى لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1964م في القاهرة الموافقة على اقتراح تقدمت بها فحواه: "ترك الحدود القائمة بين دول القارة على ما كانت عليه وقت الاستعمار".
ولكن في كل مرة كانت للمقاومة الإسلامية كلمتها في هذه المؤامرات التي تحاك ضد الصومال وضد الممالك الإسلامية السابقة على الساحل الأفريقي، حيث كانت المواجهة الأولى بين الدولة الصومالية الحديثة والتي تكونت عام 1960م، والنظام الأثيوبي عام 1964م في عهد الإمبراطور هيلاسلاسي، والثانية في عهد منجستو في عام 1977، وذلك بعد ثلاث أعوام من انضمام الصومال إلى جامعة الدول العربية! وهذه الحرب شاركت فيها كل دول الكفر في القارة ومن خارجها، حيث شاركت من دول القارة كينيا ويوغندا وتنزانيا، وكان القس التنزاني ورئيس الدولة آنذاك "جوليوس نيريري" يقود الحملة التنصيرية، والحرب الصليبية في شرق القارة، فلم يكتف بالمذابح التي أقامها لإخواننا في جزيرة زنجبار، بل مد الدولة النصرانية في أثيوبيا بالسلاح والعتاد والجنود للقضاء على الصوماليين، وفي عام 1997م، كان لشباب الدعوة كلمة أخرى مع أثيوبيا أثناء توغلهم في الصومال فحاربوها مرة أخرى، وهزمت أثيوبيا شر هزيمة، فاضطرت إلى الخروج والدخول تحت غطاء المليشيات الصومالية، وفي ديسمبر 2006م دخلت مقديشو تحت الحماية النصرانية وخاصة الأمريكية، لتبدأ حلقة أخرى من حلقات الصراع في هذه المنطقة الحيوية، وتعيد أثيوبيا دورها الخبيث القديم والحديث في القارة!
ويبين لنا التاريخ أن الأطماع حول هذه المنطقة ترجع إلى الأسباب التالية:
1 ـ وقوع الصومال في موقع استراتيجي تشكل خطراً على المصالح الغربية وعلى الكيان الصهيوني، مما جعلت أمريكا تسعى ضمن خطة احتواء المنطقة بإيجاد موطئ قدم لها، وأنشأت في المحمية الفرنسية " جيبوتي " قاعدتها العسكرية والاستخباراتية، للقضاء على أي تحرك يصب في مصلحة بناء الدولة الصومالية القوية، إلا اللهم أن تكون هذه الدولة إحدى محمياتها، كما هي الآن مع الفئة التي دخلت تحت حمايتها إلى مقديشو.
2 ـ وقوع الصومال بجوار المحمية النصرانية "أثيوبيا"، مما يشكل خطراً دائماً على هذه المحمية، وأن أي خطر وشيك على هذه الدولة تستوجب تحالف جميع النصارى سواء في الغرب أو في الشرق؛ بما فيهم أقباط مصر للمسارعة في حمايتها والوقوف بجانبها للعلاقات التي تربط بين الكنسيتين، وهذا أيضاً واحد من الأسباب التي دعت حاكم مصر الحالي بتسويغ التدخل النصراني الأثيوبي إلى الصومال!
3. إن جميع سكان الصومال مسلمون، واستقرار المنطقة يؤدي إلى قيام السكان بدورهم المعهود بنشر الإسلام ومحاولة المطالبة بأقاليمهم المهضومة من قبل كينيا وأثيوبيا، وفرنسا، ويتمنون عودة الصومال الكبير، بل يسعون إلى إقامتها، وهذا يشكل خطراً على مصالح الدول الغربية والنصرانية في المنطقة!
4 ـ وأخيراً وجود كميات هائلة من الثروات المعدنية في باطن الأرض، والتي تحتكرها بعض الدول الأوروبية، إلا أن نفوذ الأمريكي المتصاعد جعلت أمريكا تدخل في حلبة الصراع حول الموارد المعدنية، وقد بين هذه السياسة الساسة الأمريكيون أنفسهم بقولهم، أثناء التدخل الأول لهم في الصومال عام1992، وتحت شعارهم المزخرف: "إعادة الأمل"، عندما قال: "زوبرت دول " في دراسته في مجلة: " فورين بولسي": " ... إنَّ الأحداث في رواندا والصومال لا تنطوي في أسوأ الأحوال إلا على تأثيرات هامشية بالنسبة لأمريكا، إننا لا نستطيع أن نستمرَّ في نسف سمعة قواتنا المسلحة من أجل عمليات إنسانية لا تفعل شيئاً في مجال تعزيز مكانة أمريكا"!
وأكدت أيضاً هذه السياسة الوزيرة السابقة "مادلين أولبرايت" بقولها: "إن الأهداف الرئيسة الحيوية هي تأمين مصالح الولايات المتحدة، والتوسّع بها لتشمل الكرة الأرضية"! ويقول بوش: "إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة تاريخية ومفصلية يتوجب على شعوبها الاختيار بين الديمقراطية والحرية وبين الاستبداد والتطرف"، وأنه الجدير بنشر الديمقراطية الأمريكية والعدالة والقيم الغربية، أوحسب عبارته السابقة أنه كُلِّفَ بذلك، وذلك بالطائرات والصواريخ، والفسق والانحلال والفجور!
ولنشر هذه الأكاذيب والافتراءات تم التمهيد للقضاء على المحاكم الإسلامية بالزيارات المكوكية التي قام بها النصراني اللبناني الأمريكي الجنسية جون أبو زيد وغيره وآخرها العجوزة الشمطاء مساعدة وزيرة الخارجية الأمركية "جينداي فريزر" لأديس أبابا، ليعيد التاريخ لنا أحداثه مرة أخرى تحالف بين نصارى الشرق والغرب للقضاء على شعلة الإيمان في الصومال، والتي أعادت البسمة والأمان إلى نفوس الملايين من الصوماليين والتي افتقدوها لسينين عديداً.
إن الصراع في الصومال من خلال العرض التاريخي السابق يتبين لنا أنه صراع ذو شقين، شق مختص بالدول الغربية التي لا تعرف شيئاً سوى البحث عن الثروات والمعادن وفرض هيمنتها الاستعمارية على المنطقة، واتخذت الديانة النصرانية سياج للوصول إلى بغيتها، وشعاراً لها بطلب العون والمدد من القساوسة والرهبان، وعلى رأسهم حاكم الفاتيكان!
وشق آخر متعلق بدولة النصارى الاستراتيجية وهي الحبشة، التي يظنونها حسب أوهامهم أنها أرض مقدسة، ولا يمكن التنازل عنها مهما كانت الأسباب!
ولكن وسط هذه الإحن والمحن يذكرنا التاريخ دائماً أن هناك بريق أمل دائم، وأن الله ناصر عباده المؤمنين، وأن الصراع دول بين المسلمين والنصارى في هذه المنطقة، وأن تراجع المحاكم الإسلامية ما هي إلا استراحة محارب لتبدأ دورة أخرى من دورات التاريخ! وهذا ما أدركته القيادات الأمريكية وتحاول أن تستفيد من أخطائها في أفغانستان والعراق، في المساعي التي تقوم بها بإدخال بعض من قيادات المحاكم في تكوين الدولة الأمريكية في الصومال! وتقوم أيضاً بدورها الخبيث بتفريق وشق صف المجاهدين وفق قاعدة فرق تسد بمساعدة من بعض دول الجوار الأفريقية والعربية! وما مطالبتها الأخيرة من المحاكم الإسلامية بعدم شن حربٍ عليها وعلى عملائها الأثيوبيين، إلا دليل على مدى خوفهم المتزايد من المقاومة، وبشعورهم ألا أمان لهم أبداً في هذه المنطقة، إلا بكسب ود بعض القيادات وتفريق صفهم ووحدتهم! وإلا ستكون هذه المقاومة من قبل المحاكم الإسلامية لها إلا حلقة من حلقات المقاومة الإسلامية في المنطقة الإسلامية كلها، وخطراً دائماً على مصالحها في الخليج وأفريقيا!
وكذلك فإن المقاومة الشعبية في مدن الصومال المختلفة إشارة أخرى وبشارة أخرى كذلك بأن الشعوب المسلمة في هذه المنطقة لا تسكت عن الضيم وأنها ستواصل المقاومة ضد كل غازي ومعتد.
وإن التاريخ يذكرنا أيضاً بأن المقاومة في هذه المنطقة تأخذ صوراً وأشكالاً مختلفة، وقيادات متعددة، وهذا ينبهنا إلى قاعدة مهمة، وإلى سنة ربانية كذلك، وهي أن المقاومة ليست وقفاً على المحاكم الإسلامية، فحتى لو افترضنا جدلاً، أن المحاكم انضمت إلى الحكومة الأمريكية المعينة في مقديشو وألقت السلاح، وارتمت في حضن الأمريكان وعملائهم! كما حدث لبعض القيادات في أفغانستان والعراق! فإن الشعب الصومالي سيواصل مسيرته، مسيرة الإيمان والجهاد ضد دول الكفر والفساد!
كما هي حال المقاومة الباسلة في فلسطين والشيشان وكشمير وأفغانستان والعراق! لأن بعض المؤمنين والمجاهدين يدركون حق الإدراك قوله تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ تعليقاً على هذه الآية: " الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به، قال قتادة: معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم. وقال ابن جريج : لا تميلوا إليهم. وقال أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم، وكله متقارب. وقال ابن زيد: الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ….".
ويؤكد هذا المعنى العلامة ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ بقوله : "يأمر تعالى رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة، وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ومخالفة الأضداد ….".
(نقلا عن موقع المسلم)
محمد البشير أحمد
صحفي وكاتب سوداني
المراجع
midad.com
التصانيف
مجتمع الدّيانات