ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس باللائمة على حركة حماس باعتبارها ثوّرت الناس ، واستغلّت تأجيل تقرير حقوق الانسان لتأجيل اتّفاق المصالحة الفلسطينية ، كما وجّه لوماً آخر لأطراف عربية ودولية ساهمت في التأجيل ولم تعترف بالأمر ، دون أن يسمّيها بالطبع.
وفي حقيقة الأمر ، فانّ من هاجم عباس واتّهمه بالقرار هم أعضاء قياديون من حركة فتح نفسها ، اضافة الى كلّ التنظيمات الفلسطينية ، والشخصيات الوطنية ، ووزراء خارجية عرب ، والأمين العام للجامعة العربية ، ونشطاء وسياسيين دوليين ، ولعلّ اجماعاً على رفض قرار فلسطيني لم يتكوّن قبل الآن كما حصل مع التقرير.
دفاع عباس عن نفسه كان باهتاً ، وحاول الهروب من أصل المشكلة لفرعيات لا علاقة لها بالموضوع ، وقد يكون كلام صائب عريقات صحيحاً من أن اسرائيل تحاول تهميش ومن ثمّ شطب السلطة الوطنية الفلسطينية ، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ قيادات السلطة تساعد اسرائيل على الأمر.
على الرئيس الفلسطيني أن يعرف أنّ جزءاً كبيراً من شرعيته الشعبية قد سُحب ، واذا كان يدعو الى انتخابات عامّة ، رئاسية وتشريعية ، فانّه يدقّ مسماراً كبيراً في نعش قيادته ومسيرته التاريخية ، وفي قناعتنا أنّ الشارع الفلسطيني سيصوّت لغيره ولغير فريقه ، واذا كان يسعى للنجاح والاستمرار فليس أقلّ من الاعتراف بالخطأ ، وتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور