لقد انتشرت عادة التدخين قبل ما يقارب أربعمائة و عشرين سنة من الآن . أما نبات التبغ فقد زرع في أمريكا قبل اكتشافها ثم انتشرت زراعته في أوربا وبقية أنحاء العالم بعد اكتشاف أمريكا.
 
   تحتوي ورقة التبغ على خليط من المواد الكيميائية المعقدة  التي تتواجد في أوراق النباتات الأخرى مثل النشأ , السكر , البروتينات , الكاربوهيدرات , السيليلوز , الفينول , القلويات ,وبعض المواد العضوية إضافة إلى مواد كيمياوية يكاد يكون وجودها مقتصراً على التبغ فقط وهي :
 
قلويات النيكوتين  Nicotine Alkaloid   ومشتقاتها مثل النورنيكوتين Nornicotine  والمايوسمين  Myosmine  والانابيسين Anabesine .
 
 مواد ايزوبرينويدية  Isoprenoideشديدة السرطانية مثل البنزوبايرين Benzopyrene وثنائي البنزوبايرين Dibenzopyrene .
 
لقد أظهرت البحوث أن في التبغ ثلاثة عناصر تم دراستها بصورة مكثفة من قبل الباحثين وهي:
 
1. القطران (Tar) : وهو مزيج من المواد المعقدة قسم منها  له تأثير على المدى البعيد حيث يسبب السرطان والقسم الآخر له تأثير على المدى القصير حيث يهيج القنوات التنفسية والرئتين والسبب في التهاب القصبات وغيرها من أمراض التنفس التي تبدأ بالسعال المنتشر بين المدخنين. والقطران هو المادة الصفراء المائلة للون البني التي تتكثف عند احتراق التبغ لتشكل مادة لزجة بنية اللون في الرئتين ، وتحوي كثيراً من مركبات التبغ التي ذكرناها والتي لا تتغير بالاحتراق. وتقدر كمية القطران المتجمعة من احتراق سيكارة واحدة بطول 70 ملم ووزن غرام واحد (السيكارة الاعتيادية بدون فلتر) حوالي (17-40) ملغم حسب نوع السيجارة ونسبة احتراقها ويصل أعلى قدر من القطران المسموح به في كندا إلى 19 ملغم وقد أوصت كلية الإصابة الملكية في لندن بأن يكون أقصى قدر من القطران 15 ملغم للسيكارة الواحدة.
 
2. النيكوتين (Nicotine) : الذي يسبب زيادة ضغط الدم وزيـادة معدل ضربات القلب وترسب الدهون في الشرايين وهذا يفسر سبب ازدياد نسبة الإصابة بالسكتة القلبية و السكتة الدماغية بين المدخنين .أول أكسيد الكربون والنيكوتين مسؤولة أيضا عن خفض تدفق الدم إلى القدمين واليدين، مما تسبب في أمراض الأوعية الدموية المحيطية (أمراض الشرايين والأوردة في الأطراف) التي قد تؤدي مع مرور الوقت إلى ضرورة البتر؛النيكوتين هو الذي يسبب الادمان المكون من منتجات التبغ عن طريق تحفيز افراز الدوبامين الناقل العصبي في الدماغ، والذي يحدث في غضون ثوان من استنشاق السيجارة. و الدوبامين هو الذي يعطي شعور السعادة و الإرتياح  للمدخن .
 
3. أول اوكسيد الكربون Carbon Monoxide  :
 
الذي أظهرت البحوث الحديثة بأنه أشد تهديدا للصحة من القطران والنيكوتين ويعتقد بأنه السبب في ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب , كما أن له تأثير خطير على الأطفال ما قبل الولادة . ومن المؤكد الآن بصورة عامة بأن الزيادة فيما تعطيه السيجارة الواحدة من القطران يتناسب طرديا مع الزيادة في ما تعطيه من أول اوكسيد الكربون .
 
أما دخان السيجارة فيحوي مواد مخدشة للرئتين إضافة إلى عناصر سرطانية خطيرة مثل مادتي الاروماتك هيدروكاربون والفينول وغيرها من المواد السرطانية المؤكدة وقد وجد أن السنتمتر الواحد من دخان السيكارة يحوي ملايين الجزيئات من مزيج الغازات والأبخرة والذرات السائلة حسب درجة حرارة الجمرة المشتعلة في طرف السيجارة إضافة إلى الغازات السامة للجسم مثل ثنائي اوكسيد الكربون والهيدروجين والآركون والميثان وغيرها.
 
أول أكسيد الكربون يسبب ضررا على الرئتين عن طريق حرمان الجسم من الاوكسجين. فهو يحل محل الأوكسجين من خضاب الدم (الهيموغلوبين) بسبب الربط التنافسي لأول أكسيد الكربون.و المدخن يمكن أن يكون أكثر  بقدر 10 أضعاف من أول أكسيد الكربون في مجرى الدم من غير المدخنين .و التعرض لكميات كبيرة من أول أكسيد الكربون يؤدي إلى الوفاة.

المراجع

altibbi.com

التصانيف

الغذاء والدواء   طب   العلوم البحتة