ما زال خبر التغيير أو التعديل الحكومي الأشهى في وسائل الإعلام الأردنية ، بدليل أنّ تقريراً إخبارياً ذكرت فيه وكالة الصحافة الفرنسية اسم ناصر اللوزي مرشّحاً قوياً لخلافة نادر الذهبي ، دون ذكر التوقيت ، يقلب إيقاع حياة عمّان اليومية ، ويجعل الهواتف الخلوية كلّها في حالة انشغال.
أكثر من تسعين بالمئة من المواقع الالكترونية تعاملت مع الخبر بإعتباره سيتحقّق اليوم (أمس) ، وبعضها أضاف من الفلفل والبهارات ما جعله ضمن سيناريوهات مثيرة ، وحتى مواقع بعض الصحف اليومية فعلت الشيء نفسه ، والغرابة في الأمر أنّه غير قابل للتحقيق بدليل توجيه الملك رسالة لرئيس الوزراء (قبل عشر أيام فقط) يكلّفه فيها بالتخطيط والتنفيذ لأمور ما زالت موضع بحث على الطاولة.
وبالسرعة نفسها التي ظهر فيها الخبر ، كان يختفي من المواقع بعد اكتشاف معلومة أنّ رئيس الوزراء ووزير الداخلية كانا يستمعان في تلك الساعات من جلالة الملك إلى توجيهات حول المرحلة المقبلة ، ولأوّل مرّة يضطر رئيس الديوان إلى الخروج عن الصمت الإعلامي فيبلغ مراسل قناة فضائية أنّه ليس مطروحاً الآن هذا الأمر ، وإلى ذلك فتضطر الزميلة رندا حبيب إلى التوضيح بأنّ تقريرها لم يقل أبداً أنّ هذا التغيير سيكون اليوم أو غداً أو في الأسبوع المقبل.
الأردن مُغرم بالانشغال بالاسماء لا بالمضامين ، وعلى الرغم من أنّ رسم المرحلة الجديدة يتطلب حوارات جديّة تتعلّق بالموضوعات إلاّ أنّ مجالس النُخب غارقة في الحديث عن الشخصيات ، ولعلّ تغيير هذا الواقع سيتطلب الكثير من الوقت ، ويبقى أنّ ثقافتنا الشفاهية ما زالت هي الغالبة ولو قرأ واحد من الذين أثاروا زوبعة أمس رسالة الملك لرئيس الوزراء لعرف أنّ التغيير غير وارد قبل تحقيق بعض المتطلبات التي تتعلّق بالمضامين لا بالأشخاص.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور