ما زال الخطّ المتعرّج الأزرق الذي يبدأ من المثلث الحدودي الفلسطيني السوري اللبناني وينتهي بالبحر الميت موجوداً في كل الخرائط ، ولكنك لو ذهبت إلى "غوغل إيرث" وتجوّلت في المنطقة لما رأيت نهر الأردن ، بل مجموعة من المستنقعات تستغرق مساحات من مسار النهر القديم ، والباقي صحراء.

هو النهر المقدس ، الذي شهد تعميد المسيح ، واندثاره لا يمثّل وصمة عار على الدولة الإسرائيلية المارقة فحسب ، بل على كل الإنسانية التي سكتت عن تشويه التاريخ وشطب الجغرافيا ، وحتى المنظمات التي تُعنى بالمحافظة على التراث الإنساني كاليونسكو مدانة لأنها صمتت وهي ترى الجريمة ترتكب على مدار عشرات السنوات ، وبدم بارد.

وتقول الأرقام إن أميركا هي أكبر دولة مسيحية في العالم ، وتؤكد الإحصائيات أن أغلب المسيحيين الأميركيين يحافظون على ممارسة تدينهم ويذهبون للكنائس أسبوعياً ، وبالضرورة فهم يسمعون ويقرأون قصة يوحنا المعمدان وسيدنا المسيح ونهر الأردن ، والغريب أن أميركا نفسها هي أكبر داعم للدولة التي قتلت ذلك النهر الذي مثل أهم حدث في تاريخ الدين الذي يعتنقه أكبر عدد سكان في العالم.

قصة نهر الأردن محزنة ، وتعكس حجم النفاق الانساني ، ولو كان هناك ضمير عالمي لشهدنا قضية تُسجل في محكمة العدل الدولية ، وتطالب بادانة إسرائيل لارتكابها جريمة اغتيال نهر ، وقتل جزء مهم من تاريخ البشرية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور