الكلّ يراقب ما يجري داخل حزب جبهة العمل الاسلامي ، وبالتالي حركة الإخوان المسلمين ، بالكثير من الاهتمام ، ولكنّ الأهداف تتباين بالضرورة ، فهناك من يبدو فرحاً بالانقسامات تمهيداً لانشقاقات ، وهناك من يبدو قلقاً على تفسّخ الحركة السياسية والاجتماعية الأهمّ في الأردن ، وهناك من ينتظر لاتخاذ مواقف معيّنة.

هذا التباين بدا واضحاً في التعليقات على انتخابات مجلس الشورى أمس الأول ، فهناك من رأى أنّه مقسوم الى اثنين وبالتالي فالأزمة لم تنته مع رئيس جديد وانسحاب أمين عام مثير للجدل ، بل هي في بداياتها وينتظر تطورات درامية ، وهناك من رأى في الأمر قمّة الديمقراطية ، واحتواء للأزمة ، وبداية مرحلة توافقية جديدة.

تاريخ الحركة في الأردن يؤشّر الى رجحان كفّة التوافقية والاستمرار ، واعادة رصّ الصفوف ، فكلّ من انشقّ في الماضي كان خاسراً ومنبوذاً ومضطراً للعودة في آخر الأمر ، أمّا مسألة "الصقور والحمائم" فتبدو مصطلحات من خارج الحركة أكثر منها تعبيراً عن واقع الحال الداخلي.

في قناعتنا أنّ على مختلف القوى السياسية ، رسمية وشعبية ، التعامل مع أزمة الإخوان المسلمين باعتبارها عابرة ، واذا كان لدى أيّ طرف خارجي من نفوذ فليستخدمه في سبيل التجاوز السريع لا من أجل اطالته ، ولسنا بحاجة للتذكير أنّ الحركة كانت وما زالت رقماً مهماً في معادلة استقرار بلادنا وعبادنا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور