لعل أغرب الأخبار على الإطلاق ذلك الذي يقول إن العراق وافق على دفع أربعمئة مليون دولار لأميركيين تضرروا خلال حكم صدام حسين ، كتعويضات ، وهو أمر يثير سؤالاً مشروعاً يقول: هل تكفي عشرات التريليونات الأميركية للتعويض على العراق وأهله من الدمار غير المسبوق الذي خططت له ونفذته الولايات المتحدة مع سبق الاصرار والترصد؟،. وأغرب من ذلك أيضاً ، فالتعويض على الأميركيين يأتي بعد الانسحاب العسكري الخائب ، والاعتراف غير المعلن بالهزيمة ، والشعارات التي تملأ طول وعرض البلاد الأميركية وتقول: ماذا كنا نفعل هناك ، وقد تم الاعتراف المعلن بأن أسباب اجتياح واحتلال وتدمير العراق كانت غير حقيقية ، ومختلقة ، وكيدية؟ وفي المقابل ، وفي زمن لجان التحقيق والمحاكمات الدولية ، يعود السؤال التاريخي ليطرح نفسه: هل سيأتي وقت تحقق فيه الإنسانية في ما جرى في العراق ، وتقدم المسؤولين لمحاكمات عادلة ، ويشعر الدم الذي سيظل حاراً بأن الجريمة التاريخية لم تسجل ضد مجهول ، مع أنه معروف ويعترف علناً بجريمته؟.
لا أحد يملك ترف مجرد التفكير بأن هذا ممكن في زمننا الحالي ، حيث العرب في ذيل القائمة ، وتحقيق العدالة لا يأتي بدون قوة تدعم ، ولكن من في الدنيا يمكنه أن ينكر أن الأيام دول ، وأنه قد يأتي يوم توقظ فيه الانسانية من سباتها العميق فتحاكم المجرمين ، وتفضحهم ، حتى لو كانوا في قبورهم يعيشون عذابات ما صنعت أيديهم.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور