أطاب لهذه الأمة أن تتبادل التهاني بالمناسبات والأعياد ويقول الواحد منهم للآخر: كل عام وأنتم بخير, وإن كان على سبيل الدعاء والتمني وهم يرون يومياً أشلاء قتلاهم في فلسطين على أيدي الصهاينة وفي العراق على أيدي بغاة من جميع الأنواع.. المحلي والمستورد والمحتل!!
وكيف يصبح لمثل هذه العبارة أي معنى جميل والأشلاء أمامنا ماثلة, شاهدة على تخلي الأمة عن واجب مأمورة به, وهو نصرة المظلومين وحماية الضعفاء ومقاومة الطغاة والمجرمين?, وكيف لنا أن ننعم بلقمة هانئة أو كأس ماء بارد وسط هذه الأشلاء التي هي جزء منا ديناً ولغةً ودماً وتاريخاً ومصيراً?!
إن هذه الأشلاء الممزقة التي أصبحنا ننظر إليها من طرف خفي ثم نشيح بوجوهنا عنها, سوف نُسأل عنها أمام الله, فهذه الأمة لم تتخل عنهم لضعف أو قلة عدد, وإنما لأنها فضّلت الذل والهوان وفضلت الشهوات على ما عند الله وانغمست في الدنيا وتولت وأسلمت أجزاء من جسدها لأعداء الله, بل وساعدت أولئك الأعداء على عدوانهم استسلاماً لهم وخوراً أمامهم طلباً للسلامة التي لن تكون?!
إن هذه الأمة سوف تحاســـب على هذا التخلي بل إنها قــــد تدفع ثمنه في الحياة الدنيا ولا يمكن أن يستمر هذا التخلي دون عقاب من رب الأرباب, خاصة أن التخلي قد جاء سعياً وراء الدنيا وحرصاً على ما هو زائف وبائد, وترك الضعفاء يُقتّلون ويذبحون ويصبحون أشلاءً والقوم يتبادلون التهاني..!!
 
 
 
 
 
 

المراجع

الموسوعة الالكترونية العربية

التصانيف

تاريخ  أحداث  أحداث سياسية