أمّا وقد سمحت لنا أنفاق وجسور ودوار الشميساني بالتجوّل في المنطقة بحريّة، لندخل إلى المشروع الذي شغلنا سنوات وسنوات بدعوى أنه سيكون وسط المدينة الجديد، وسيجعل لعمّان شخصية جديدة، والكثير من الشعارات التي ألقيت في الهواء.
عدة عمارات أقلّ من العادية في الشكل، بينها شوارع ضيّقة، ولا تحمل أية شخصية، ولا يجمعها رابط من نوع فنّي ما، ولا تحمل من تراثنا الأردني ولا العربي ولا الإسلامي شيئاً ولو قليلاً، هذا هو مشروع العبدلي باختصار شديد.
لو بنيته على طريق المطار، أو في الصحراء، أو في أي مكان لما اختلفت الصورة، فلماذا الإصرار على العبدلي إذن، ولماذا الحديث عن مئات الملايين أو المليارات، والمطورين والشركات التي تتبعها شركات، والخطط والدعايات، وتنتهي بمنطقة كان أصغر مقاول أردني كفيلاً بتطويرها أفضل مما كان بعشرات المرات.
هو نموذج صارخ على الفشل، فسوليدير البيروتية خرجت بشكل هندسي إسلامي جميل، مع أن حديث الفساد طالها، أما العبدلي العمّاني فطالته قصص الفساد، ولكنّ الفنّ الجميل لم يصله، وبصراحة فسنظلّ عشرات السنوات نندم على قرار مشروع العبدلي، ولو حوّلناه لحديقة عامة لاستفدنا أكثر بعشرات المرات، ولا أملك في النهاية سوى أن أعتذر نيابة عن العمانيين لطلال ابو غزالة الذي طرد من هناك لتحل مكانه سذاجات ضيّعت علينا فرصاً مهمة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور