بعيداً عن دسترة أو قوننة قرار فك الارتباط، والكلام المشبع بالسياسة وتقلّباتها، يُذكّرنا صديقنا غانم زريقات بما جرى في منتصف السبعينيات حيث موقف يُلخّص علاقة فلسطين بالأردن، والأردن بفلسطين، الفلسطينيين بالأردنيين، والأردنيين بالفلسطينيين.

المكان بيروت، عاصمة الحرية في ذلك الوقت وكلّ وقت، والمناسبة اجتماع اتحاد الصحافيين العرب المنعقد برئاسة الشهيد الكبير كمال جنبلاط، وابراهيم سكجها يُقدّم نفسه نقيباً للصحافيين الأردنيين، وغانم زريقات رئيساً لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين، فلا يملك جنبلاط الاّ أن يُعبّر عن دهشته، ويتساءل: كيف يستوي الأمر، فيبدو أنكما تبادلتما المواقع؟

المعروف أنّ سكجها ابن يافا، وزريقات ابن الكرك، ولأنّ جنبلاط القومي بالفطرة بدا وكأنّه يريد توضيحاً، أخذ الاثنان بشرح العلاقة العضوية الحقيقية غير المفتعلة بين الأردنيين والفلسطينيين، والمهمّ أكثر أنّ هذه الواقعة جرت بعد أحداث أيلول بأربع سنوات فقط.

كمال جنبلاط رحل بعدها بسنتين ضحية لخيانة قومية، وسال دمه على جانب طريق جبلية، وفي العام نفسه كان قرار الرباط بالتمثيل الفلسطيني، وبعده بأربع عشرة سنة جاء قرار فكّ الارتباط، وها نحن وبعد كلٌ ذلك العمر نريد دسترة وقوننة، ورحم الله رجلين آمنا بمتانة حبل اللقاء، وأطال عُمر غانم الذي ما زال قلبه الكركي الفلسطيني ينبض بحبّ يافا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور