نشعر، أحياناً، وكأننا أصبحنا حقل تجارب للأفكار العبقرية التي تتفتق عنها أدمغة المسؤولين، ويُبدأ بتنفيذها على أرض الواقع، فتنغّص علينا حياتنا بانتظار الانتهاء منها، وسرعان ما نكتشف عدم جدواها، فيتوقف العمل فيها، ولا نسمع بعدها ولا كلمة: آسفين، لقد أخطأنا.

ملايين صُرفت، مثلاً، على مشروع الباص السريع، وكان يمكن أن نصرف أكثر، وملايين الناس تأذّت نفسياً ومعنوياً ومادياً من الطريق الرئيسية الحيوية التي تربط عمان بالشمال والسلط، فالزحام والضجيج وتحويل المسارات، على مدار سنتين، وطلبة الجامعة الاردنية وسط ورشة، والوعد الرسمي أن يأتي مع الباصات حل مشكلتنا المزمنة.

لا أحد منا صدق الوعد الرسمي، وكنا نسير في شارع الجامعة ونتندر على السذاجة والارتجالية الأشبه بالنكتة، فالمشروع يتحدث عن نفسه، ففشله واضح للصغير قبل الكبير، والغريب أن العبقري الذي كان وراءه ظلّ ينظّر علينا ذات الصحيفة والإذاعة والتلفزيون حول الحل السحري.

تُرى هل يمكن محاسبة أو مساءلة هذا الذي أضاع مالنا ووقتنا، أو في القليل توبيخه ليكون عبرة لمن يعتبر، ونحن هنا نتحدث عن الباص السريع وغيره أيضاً من المشاريع السخيفة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور