لم تقم دنيا العرب وتقعد على تقرير الأمم المتحدة حول أسطول الحرية، وكان جديراً بها أن تفعل، فها هو الجسم الدولي يُعلن بصراحة أنّ حصار اسرائيل لقطاع غزة شرعي، وهؤلاء الذين يحاولون كسره هم المجرمون الخارجون على النظام والقانون، وبالتالي فيمكن فهم أنّ تجويع وقتل أهل غزة رسالة انسانية نبيلة بامتياز.

وحدها تركيا التي استشاطت غضباً، فنفّذت وعيدها وتهديدها فسحبت سفيراً وطردت سفيراً وجمّدت اتفاقيات وألغت مناورات وصفقات، أمّا الجهة المعنية أساساً في الأمر، السلطة الفلسطينية، فأذن من طين وأخرى من عجين، باعتبارها تهيئ نفسها لاعلان دولة من طرف واحد في الأمم المتحدة، التي يقول تقريرها ان حصار جزء مهمّ من هذه الدولة المفترضة شرعي وأكثر من ذلك، وربما أخطر منه، فالتقرير يقول: «لم تكن هناك أي أزمة انسانية في قطاع غزة وعلى كل من يريد ارسال معونات انسانية الى القطاع يجب أن يقوم بذلك عن طريق المعابر البرية وفقاً للتنسيق المسبق مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية».

ما لم يقله التقرير، ولعلّ تقريراً جديداً في المستقبل يصدر عن الهيئة الدولية تداركاً للأمر، انّ حرب اسرائيل على غزة شرعية ودفاع عن النفس، وقتلها الآلاف وتشريدها مئات الآلاف وتدميرها الشجر والحجر شرعي، وبالتالي فينبغي تقديم الشكر لها على قيامها بهذه المهام الانسانية النبيلة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور