علينا أن نعترف بأنّ الحماسة البالغة لمحاربة الفساد، والشوق لتحقيق نتائج سريعة، قد يحمل معه أخطاء توصلنا إلى نتيجة معاكسة، وهذا بالتأكيد لا يريده أحد، فنحن نعيش فترة استعادة الثقة بمنظومتنا للنزاهة الوطنية، والبناء على أساس الإنجازات المتينة.
هناك قضايا منظورة أمام المحاكم، وأخرى أمام الادعاء العام، وأخيرة في غُرف هيئة مكافحة الفساد المغلقة، ولكنّ هناك قضايا ومتهمين كثيرين أمام الرأي العام لمجرد أنّ خبراً نُشر هنا، أو خبراً نُشر هناك، أو إشاعة بُثت في المجالس، وقد تكون هذه كلّها مجرّد عبث ليس إلاّ.
الساحة الآن خصبة لتصفية الحسابات، وإذا جمعنا ما تمّ نشره خلال الأسابيع القليلة الماضية فسنكون أمام حصيلة مُرعبة تشي بأننا كنا نعيش في مجتمع فاسد، والكلّ متهمون وكلّ القرارات مشبوهة وبالتالي فماضينا كلّه أمام علامات الشكّ والتساؤل.
وهذا بالضرورة ليس صحيحاً، فالدولة الاردنية في الحساب النهائي ليست فاسدة، ولكنّ هناك الكثير من الحاجة لتصويب أمور كثيرة، ويبقى أن المبالغة في الانفعال والحماسة والتسييس وتصفية الحسابات تساوي عدم العمل والتراخي، ومهمّ جداً أن نُعطي العيش لخبّازه النزيه فلن يسرق منه شيئاً، وسيعيد إلينا خبزاً طازجاً نظيفاً.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور