ما أن ينتهي برنامج “عمر الفاروق” حتى يبدأ برنامج “عمر صانع حضارة”، وما أن ينتهي هذا ليبدأ المسلسل الدرامي “عمر رضي الله عنه”، ولا يمكن أن تقرأ وسيلة إعلامية في هذا الرمضان تخلو من ذكر عمر بن الخطاب، فما القصّة إذن، وهل اكتشف العالم الإسلامي الخليفة الثاني فُجأة؟.
والغريب أنّ مضمون البرامج والمسلسل تكاد تكون متطابقة، وهذا شيء طبيعي، وأيضاً فالكلام نفسه يكاد يتطابق باعتبار أنّ المصادر هي نفسها، وهذا شيء طبيعي أيضاً، فلا مجال للخروج عن سياق تاريخي معروف ومؤكد لأوّل أمير مؤمنين في الإسلام، حيث الولادة وقصة رعي الإبل والمشاركة في مجالس قريش السياسية إلى معاداة الإسلام إلى الإسلام إلى الخلافة إلى الفتوحات وإلى وإلى وإلى.
في الحالة الطبيعية، لا يمكن لقناة تلفزيونية رائدة أن تعرض ثلاثة أعمال متشابهة بشكل متتال، وفي شهر واحد، إلاّ إذا كانت هناك حملة منظمة هي أشبه بالحملة الدعائية المقصودة، وهذا برأيي ما جرى، وبالعودة إلى كراهية إيران والشيعة لعمر بن الخطاب، وربطها بالحال السياسية الحالية من شد وجذب مع هؤلاء، فالحملة مقصودة، ولها أهداف واضحة. عُمر بن الخطاب من أعظم رجال الإسلام، ولن يزيده برنامج أو مسلسل شيئاً في قلوب وعقول المسلمين، والخشية أنّ التسرع في إستخدام سيرته سياسياً أن تحمل تجاوزات، ولعلّ شيئاً من هذا يحصل الآن، وللحديث بقية بعد مشاهدة باقي الحلقات.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة باسم سكجها جريدة الدستور