أراد أسامة بن لادن أن يغيّر مجرى التاريخ، قبل إحدى عشرة سنة، وقُدّر له ذلك فعلاً، فلا يمكن القول إنّ العالم ما قبل ذلك اليوم، هو نفس العالم اليوم، على أنّ مقصده كان يذهب في اتجاه، أما ما جرى فعلاً فقد ذهب إلى وجهة أخرى.

أراد بن لادن أن يُدّمر رمزية الاقتصاد الاميركي في أهم مكان في عاصمته، وأن تبدأ فوضى لا تنتهي سوى بانتهاء الولايات المتحدة، ولكنّ ذلك المقصد الساذج أفرز مردوداً عكسياً، فقد حصلت واشنطن اليمينية على فرصتها التاريخية باستخدام القوة المفرطة، وتحقيق مشروع قديم يعيد تشكيل مشهد العالم، وفي أقلّه واقع الشرق الاوسط.

البداية الطبيعية كانت في افغانستان التي لم تحمل معها سوى غزوة صغيرة، والاستمرار الطبيعي كان في العراق الذي سرعان ما سقط جيشه وتدمّرت قدراته، وجاء دور فلسطين ليعاد احتلالها وليحاصر رمزها ويقتل بالسم او بغيره وليصبح لدينا فلسطينان، شمالية وجنوبية، وتوقّف المشروع قليلاً، فاللقمة اللبنانية كانت صعبة الهضم بسبب حزب الله وسوريا.

يقول الامير الحسن خلال لقاء مادبا “إن هناك مؤسسات دولية تُحرّك الحراكات وهدفها هو تدمير البلاد لتقوم هي بإعادة بنائها”، وهذا صحيح جداً، ولعلّ هذا ما جرى في ليبيا وما يجري في سوريا، ولا يمكن إبعاد ذلك كلّه عن أن شكل إدارة الصراعات قد تغيّر فعلاً منذ الحادي عشر من سبتمبر، وليس لدينا من سبب للقول إن الامر لن يتواصل في غير مكان من العالم العربي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور