نتذكر أن حكومة طالبان الأفغانية خرجت مرة ببيان يُعيد اعصاراً مدمراً مر على الولايات المتحدة الى غضب الله على اميركا، وفي اليوم نفسه تماماً دمّر زلزال كبير مجموعة قُرى افغانية وقتل خلاله الالاف، فتساءلنا حينها: وماذا تقول طالبان في الزلزال؟.

نتذكر هذا ونحن نتابع باستياء مئات التعليقات على الفيسبوك وهي تصف إعصار ساندي المدمر بالعقاب الرباني، وتمتلئ شماتة بصورة ساذجة وسمجة، فما حصل في الساحل الشرقي كارثة إنسانية لا يمكن للنفوس السليمة إلا ان تتعاطف مع ضحاياها، بل وتحاول المساعدة لو استطاعت.

هذه واحدة، اما الثانية فلسنا نملك فيها سوى المقارنة بين إعصار ساندي غير المسبوق وصباح عادي مثلج في عمان، ففي الاول لم يتجاوز عدد القتلى الستة عشر، وفي الثاني حوادث سيارات تتوزع على البلاد، وإقفال تام، واستنفار ونقص خبز ومواد غذائية ونفاد الوقود وغيره.

اما الثالثة فهي في صدق كامل للتوقعات الجوية، وجاهزة عالية للتعامل مع الكارثة المتوقعة، وتخفيض مذهل في حجم الأضرار مقارنة بقوة الإعصار، وهكذا فكان على التعليقات ان تعجب بالنظام هناك لا ان تضعه ضمن خانة العقاب الرباني.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور