المؤتمر الذي عقده ملتقى سيدات الأعمال عن المسؤولية المجتمعية يوم الأحد الماضي جاء في غمرة الانتخابات النيابية، ولم يكن من السهل التعليق والكتابة حول فكرة المؤتمر وأعماله، والواقع أنه مبادرة مهمة بدأت تهتم بها كثير من المؤسسات المجتمعية، وبالطبع فإننا نقصد أساسا المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص، لأن جميع أو معظم أعمال ورسالة العمل العام مجتمعية، ولا يجوز برأيي صرف النظر عن مسؤولية القطاع الخاص بالحديث عن دور الحكومة والمجتمع المدني ومسؤوليتهما أيضا، فذلك لا يسمى مسؤولية اجتماعية، بل واجب ورسالة، ولكن الفكرة متعلقة أساسا بالقطاع الخاص لأنه في سعيه إلى الربح وفي طابعه التجاري، وفي اعتماد الناس والمجتمعات على الخدمات والدور الحكومي لم يكن شريكا فاعلا ورئيسيا في المسؤولية الاجتماعية.
والواقع أن منظمات سيدات الأعمال بشكل خاص يمكن أن تدير وتنظم مجموعة من المبادرات والمشاريع ذات الطابع الاجتماعي، ولكن لعلها تتحول مع الزمن وفي فترة قريبة إلى مشاريع اقتصادية مربحة وذات أثر اجتماعي كبير، مثل تنظيم ورعاية العمل في تدبير المنازل للمواطنات الراغبات في العمل في هذا المجال، والواقع أنه ليس مفهوما أن تعمل سيدات في أعمال مختلفة في النظافة والمطاعم وسائر الخدمات ولا يعمل سوى عدد قليل جدا في تدبير المنازل ورعاية الأطفال في غياب ذويهم، في الوقت الذي يستقدم إلى البلاد عشرات الآلاف من عاملات المنازل وبرواتب ليست قليلة تقبل المواطنات بأقل منها في مجالات أخرى، فإذا أمكن تنظيم ورعاية النقل والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي للعاملات في تدبير المنازل ورعاية الأطفال، فإننا يمكن أن نوفر بدائل وطنية لعشرات الأعمال في المجالات التي يشغلها أجانب يحولون إلى خارج البلد مئات الملايين من الدولارات سنويا، ويأخذون فرص مواطنين لا يجدون عملا أو دخلا معقولا.
إن نجاح أمانة عمان والبلديات الكبرى وبعض الشركات في استقطاب مواطنين للعمل في مجال النظافة يشجع على الاستنتاج بأن المسألة يمكن حلها، وربما يشجع ذلك أيضا على التساؤل عن والريبة حول العدد الكبير للعمالة الوافدة في الزراعة والمطاعم والفنادق.
ويمكن أيضا لسيدات الأعمال تنظيم مبادرات ومشاريع للعمل في المنازل من خلال شبكة الإنترنت لسيدات البيوت المؤهلات والمتعلمات في مجالات يمكن إنجازها من البيت، مثل البرمجة والتصميم والديكور والحجوزات السياحية والتسويق من خلال الشبكة والبريد الإلكتروني.
ويمكن أيضا تنظيم مبادرات لتطوير المهارات والتعليم المستمر والتعلم الذاتي والتعلم عن بعد، والمجال مفتوح بالفعل لأعمال وأفكار جديدة يمكن أن تخرج بسرعة من طابعها الاجتماعي إلى شبكات من الأعمال الربحية والاستثمارات الواسعة.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ابراهيم غرايبة   جريدة الغد