من مدرسة الانتماء والنزاهة والحرص على مصلحة الوطن والزهد من صراع المناصب والمكاسب ، وبين رجال الأردن من المؤسسة العسكرية ، يعلن جلالة الملك أن لا خوف على مستقبل الأردن ، ولا سبب يدعو أبناء المجتمع الأردني الى تصديق سيل الاشاعات التي تطلقها فئات ذات مصالح خاصة ومنغمسة في مناكفات المناصب والمكاسب والمصالح.

تدخل الملك مرة أخرى ليضع حدا للاشاعات والتي أطلقتها قوى سياسية داخلية بهدف التشويش وممارسة ضغوطات سياسية لأهداف شخصية ، ولكن الملك بدا هذه المرة أكثر حزما وأكثر غضبا من كافة المرات السابقة ومعه الحق في هذا لأن مستوى التشكيك وصل الى درجات غير مقبولة.

من المبكر القول بمدى تداعيات هذا الموقف الملكي الرافض للشائعات وأصحابها ومطلقيها وهذه ليست القضية لأن المهم هو مواصلة القناعة والايمان بهذا البلد واستقراره ومستقبله.

أشار جلالة الملك الى أن هناك فئات من الصالونات السياسية في عمان باتت تستهوي نشر الاشاعات كل ستة أشهر كان آخرها بعد الحملة التشكيكية ضد مشروع الأقاليم ، وبمزيج من السخرية والمرارة أشار الملك الى أن هذه الفئات بدأت بالتشكيك في فترة أقل ، ولكن هذا يجب أن يتوقف لأنه من العيب أن تستمر عمليات التشكيك والاشاعات.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها الملك موقف الأردن الثابت في قضية اللاجئين والتوطين ، ومنذ خمس سنوات على الأقل يؤكد الملك أكثر من خمس مرات سنويا على موقف الأردن ولكن هنالك من لا يريد الفهم أو الاستماع ، ويبدأون بنشر الاشاعات والتوتر الداخلي ولهذا فان الملك كان واضحا وصريحا وليس قاسيا ولا مبالغا في القول بأن التشكيك والمشاكل التي تأتي من الداخل أشد من تلك التي تأتي من الخارج.

ولا يوجد أوضح ولا أهم تعبيرا من قول الملك "ان الذي يتحدث عن تهديد للأردن وهوية الأردن واستقرار الأردن وعن تهديد لوحدتنا الوطنية لا يعرف الأردن ولا يعرف الأردنيين ولم يقرأ تاريخهم".

عيب وحرام أن يحدث ذلك في حق الأردن ، وهذه ليست المرة الأولى ، ولكن الملك يعرف كافة التفاصيل وواقع الأمر عندما يؤكد قائلا "الحمد لله أن الريف والبادية والمخيمات خارج دائرة الاشاعات التي تبدأ في الصالونات السياسية في عمان ومن يقف وراءها وأن المواطن الأردني الذي أعرفه لا يستمع الى هذه الاشاعات".

بالضبط ، فهذه الاشاعات تبدأ عند الباحثين عن الاشاعات لمصالح سياسية ممن يتم عادة تصنيفهم "النخبة السياسية" ولكنها غير موجودة لدى غالبية أبناء المجتمع ، حتى وأن كانت تحدث وللأسف تأثيرا لدى بعض الناس نتيجة التلاعب بمشاعرهم وأحساسيهم من قبل السياسيين.

أكد الملك أن مستقبل الأردن مستقر وأن جهود الدعم الاقتصادي لا زالت متواصلة ولكن هناك الحاجة الى السرعة في الانجاز. ولكن الرسالة الأساسية من جلالة الملك للجميع هي "يكفي ، وعلى كل مؤسسات الدولة ، الحكومة والأعيان والنواب والصحافة ، على الجميع ، أن يتحملوا مسؤولياتهم ويتصدوا لهذا المرض ولأصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة".

لقد حان الوقت لكي يفهم الجميع ، وخاصة من "النخبة السياسية" هذه الرسالة الملكية الواضحة؟.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باتر محمد علي وردم   جريدة الدستور