يتزايد اليوم حضور الفلسفة في الثقافة العامة، حتى أنها أصبحت مجالا رئيسيا للكتب الثقافية العامة والروايات والكتابات الصحافية، ويعد الدكتور عبد الرحمن بدوي من أهم الفلاسفة العرب المعاصرين، ويمكن أن يكون كتابه "مدخل جديد إلى الفلسفة" أفضل الكتب والمصادر للمثقفين من غير المتخصصين لفهم الفلسفة، وسأقدم في هذه المقالة عرضا استيعابيا لهذا الكتاب.
صدر الكتاب عام 1975 (ولا بأس بذلك على أية حال)، ويعرض فيه المؤلف آخر تصورات الفلاسفة، تحقيقها وحدودها ومنهجها وغايتها، ويؤكد أيضا أهمية الفلسفة في الثقافة الإنسانية، وما تقوم به من دور بالغ في تحقيق معنى الإنسان، وإدراك مدلول الحياة وسر الوجود، ويعرض المشكلات الرئيسية للفلسفة، وهي الوجود، والمعرفة، والإلهيات، ويرى أن الغاية منه تبصير الناس بحقيقة الفلسفة، وحثهم على التفكير فيما تثيره من مشكلات، وأن ينهجوا نهجا في كل ما يتناولونه من مسائل وما يفكرون فيه من أمور الحياة.
تعني الفلسفة في معناها الاشتقاقي الاصلي حب الحكمة، وهي تعبير عن البحث والتواضع في ادعاء المعرفة والحكمة، وتعبر عن الشعور بالقصور وحدود المعرفة، وفي الوقت نفسه بذل الجهود لمعرفتها، وكانت العلوم كلها من الطب والفيزياء والرياضيات وغيرها جزءا من الفلسفة حتى العصر الحديث (بحدود القرن السابع عشر الميلادي)، وبعض العلوم مثل الطب والاجتماع لم تستقل عن الفلسفة إلا في القرن التاسع عشر.
ومع تطور ميدان الفلسفة تطور معناها، وقد حصر معجم لالاند المعاني التالية:
أ - "المعرفة العقلية والعلم بالمعنى الأعم"، يقول ديكارت: الفلسفة بمثابة شجرة، جذورها الميتافيزيقا، وجذعها الفيزياء، وغصونها هي كل العلوم الأخرى، وهي ترجع إلى ثلاثة رئيسية: الطب، والميكانيكا، والأخلاق.
ب- "الفلسفة هي مجموع الدراسات او التأملات ذات الطابع العام، التي تسعى إلى رد نظام من الممعرف أو المعرفة كلها إلى عدد صغير من المبادئ الموجهة، وبهذا المعنى يقال: فلسفة العلوم، فلسفة التاريخ، فلسفة القانون، وينبثق هذا المعنى من مقولة إن الفلسفة هي محاولة التركيب الكلي، والنظرة الشاملة للكون". يقول هربرت سبنسر: الفلسفة هي المعرفة التامة التوحيد.
ج - "الفلسفة هي الدراسة النقدية التأملية لما تبحث فيه العلوم مباشرة"، يقول كورنو (1801 – 1877) الفلسفة تبحث في أصل معارفنا، وفي مبادئ اليقين، وتسعى للنفوذ إلى أسباب الواقع التي يقوم عليها بناء العلوم الوضعية".
د- "الفلسفة هي الدراسة المتعلقة بأحكام القيم، وعلى هذا الأساس تتألف من العلوم المعيارية الثلاثة، وهي: الأخلاق وتبحث في قيمة الخير، والمنطق ويبحث قيمة الحق، والجمال ويبحث قيمة الجميل".
هـ - "الفلسفة هي ما بعد الطبيعة، وما بعد الطبيعة كما حددها أرسطو هي البحث في الموجود بما هو موجود، أو هي العلم الخاص بالشروط القبلية للوجود وللحق، بالعقل وبما هو عقلي كلي، وعلم الفكر وفي ذاته وفي الأشياء".
وعلى الرغم من تطور العلوم واستقلالها بانفسها عن الفلسفة بعد أن كانت جزءا منها، فإن الفلسفة ما تزال لها موضوعاتها الخاصة التي لا تتناولها العلوم الأخرى، والتي تستقل هي بعبء البحث فيها، وهي: القيم، والنظرة العامة في العالم والحياة، والوجود الإنساني بما هو كذلك، ونقد المعرفة، ووجود الله أو المطلق بوجه عام، والمبادئ العامة التي تستند إليها العلوم، سواء منها العلوم الطبيعية، أو الفيزيائية أو الرياضية أو الحيوية أو الإنسانية (التاريخ والحضارة واللغة، ..).
والمنهج الذي تلتزمه الفلسفة في كل أبحاثها هو المنهج العقلي، والبراهين التي تستند إليها في كل قضاياها وتقريراتها براهين عقلية دقيقة محكمة، وتعتمد على الاستدلال أكثر منها على الاستقراء والتجريب، والفلسفة تبعا لهذا نظرية وعملية معا: نظرية في جانبها التأملي والاستطلاعي، وعملية في الجانب التطبيقي فيما يقبل التطييق من نظرياتها، فالمنطق بحث في قوانين الفكر وطبيعة الأحكام وأبينة البراهين، ولكنه في الوقت نفسه مجموعة من القواعد العملية التي تعصم مراعاتها الذهن من الخطأ في الفكر، وميزان يوزن به الصحيح والفاسد من الحجج والبراهين، ومعيار للتمييز بين الخطأ والصواب في الأحكام، والخلاصة أنه فن التفكير. والأخلاق أيضا هي نظريات وتطبيق لها، بل لعلها أشد الأمور عملية في الحياة، الضمير والواجب والفضيلة، والخير والشر، والحق والقانون، والمسؤولية والجزاء، والتقدم والمدنية، وعلم الجمال نظريات وتطبيقات على هذه النظريات، تتمثل في طرائق التعبير عن الجميل في مختلف الفنون: المعمار والرسم والتصوير والنحت والموسيقى والمسرح والسينما.
وكما أن الفلسفة لها وجهان (نظري وعملي) فإن الإنسان أيضا له وجهان (مادي وروحي أو عقلي) فليس بالمادة وحدها يحيا الإنسان، بل له مطامح عقلية (أو روحية) تدور حول فهمه لنفسه وللكون المحيط به وللناس الذين يعيش معهم، ولا بد للإنسان أن ينقد نفسه نقدا ذاتيا، ليس فقط في باب الأخلاق، بل وفي المعرفة أيضا، هل يستطيع بلوغ حقائق الأشياء، هل يشك أو يقطع باليقين؟ هل المعرفة العلمية مطابقة للأشياء الخارجية، ولا بد للدين من الفلسفة، لأن الإنسان يحتاج إلى الفهم العقلي المبني على البراهين العقلية التي تقنعه، فلا بد من تعقل مضمون الإيمان، إما للإقناع العقلي حين يعوز الإيمان، أو للاقتناع العقلي ليستنير الإيمان حين يوجد.
والفلسفة بوصفها تدريبا عقليا هي دعوة إلى التعمق في كل ما يتناوله المرء من شؤون المعرفة، ودعوة إلى عدم الاكتفاء بالظاهر، للنفوذ إلى ما تحته، وتقليب الأمر على جوانبه العديدة ابتغاء شمول النظرة، والبحث عن المبادئ والأصول الكامنة وراء الظواهر لأجل المزيد من الفهم، والروح الفلسفية روح نقدية في جوهرها، لا تأخذ الموروث والشائع والمتداول من الأفكار والآراء كما هو، ولا تسلم بشيء إلا بعد البرهان العقلي الدقيق، ولا تقبل الأحكام السابقة والموروثة والمنقولة ولا الآراء الشائعة إلا بعد أن تثبت صحتها بالدليل العقلي والبرهان المحكم، ومن هنا كان الشك المنهجي الذي أوصى به ديكارت خطوة رئيسية لبلوغ الحقيقة.
وقد تعددت المذاهب الفلسفية تبعا للزمن والآراء والمناهج، وبالطبع فإن ذلك من طبيعة الأفكار، فهي تبدأ جدلا مع الأفكار القائمة، ردا عليها، أو تكملة أو نقضا لها، والفلسفة ليست في ذلك بدعا بين سائر ألوان المعرفة الإنسانية، ففي العلوم مشاكل لم تجد لها حلولا نهائية حتى الآن.
والفلسفة بسعيها إلى إيجاد نظرة شاملة في الحياة تتعدد مذاهبها، لأن النزوع إلى الشمولي يعرضها للتعميم المجازف، أو للانحصار المقصر، والفيلسوف إنسان قبل كل شيء، والإنسان محدود النظرة مهما تكن عبقريته.
في مسارها الزمني مرت الفلسفة الأوروبية بمراحل أربع: الفلسفة اليونانية، وتلخصها فكرة البساطة التي نصل بها إلى الوضوح، والفلسفة المسيحية في العصور الوسطى، وتقوم على الجمع بين الدين والفلسفة في وحدة واحدة، ومن روادها بولس، وأغسطين، ولوثر، ثم الفلسفة الأوروبية الحديثة، والقائمة على تحقيق معنى العلم ومعنى الحرية الشخصية للنفس، ثم الفلسفة المثالية الألمانية (لسنج، وهيغل..) والقائمة على الإدارك الشامل للتاريخ والكون، وثراء الفكر، ووفرة رؤى المضمونات الإنسانية.
وفي اتجاهات الفلسفة الفكرية والموضوعية ومناهجها في التفكير هناك فلسفات ومذاهب فلسفية كثيرة؛ المثالية والمادية، والعقلية والتجريبية، والواحدية والتعددية، والشك والتوكيد القطعي، وقد أحصى فلهالم دلتاي ثلاثة أنماط من التفكير: الطبيعية (المادية الوصفية) والمثالية الموضوعية (هرقليطس، واسبينوزا، وغوته، وشلنغ)، ومثالية الحرية (أفلاطون، وأغسطين، وكنت، وفشته)
المعرفة والحقيقة
تقوم المعرفة العلمية على أساس العلّية، أي أن كل ما يحدث له علة، ونفس العلل تحتاج إلى معلولات، يقول هنري توكاريه: التجربة هي الينبوع الوحيد للحقيقة، والقانون يصدر عن التجربة، وهي (المعرفة) السبيل الوحيد إلى اللامعرفة، ذلك أن الدرجة العليا من المعرفة تغرق في فهم الأسرار، بحيث تكون عدم معرفة، ويرى بورتو أن الحرية لا الضرورة المطلقة هي أساس الوجود "كل شيء ممكن تماما"،
شعور خاص، أو أمر خاص هو الذي يكون الأصالة أو الاختراع أو العبقرية عند العالم، والفكرة الجديدة تبدو كعلاقة جديدة أو غير متوقعة يدركها العقل بين الأشياء، .. المنهج بذاته لا يلد شيئا، والنظريات حقائق جزئية موقوتة ضرورية، بمثابة درجات نستند إليها من أجل التقدم في البحث، ولا تمثل غير الحالة الراهنة لمعارفنا، وتبعا لذلك يجب أن تتعدل مع نمو العلم.
والفكرة مستقلة دائما، لا تقيدها معتقدات علمية أو فلسفية أو دينية، ويجب أن يكون المرء جسورا وحرا في إبداء أفكاره، وأن يتبع مشاعره، وألا يتوقف أمام مخاوفه الصبيانية من مناقضة النظريات السائدة.
ولكن ما هي خصائص الحقيقة؟ وهل هي مطلقة أو نسبية؟
يجيب العقليون (المذهب العقلي الذي يمثله أرسطو والفلاسفة الإسلاميون وإسبينوزا، وديكارت) بأن الحقيقة واحدة، كلية ممتدة في الزمان والمكان، فلا تتوقف على لحظة من الزمان ولا على موضع من المكان، إنها صادقة في كل زمان وفي كل مكان، ومن خصائصها العميقة أنها لا تحمل تاريخا، فما هو صادق بالأمس هو صادق اليوم، وسيكون صادقا غدا.
وفي المذهب الجدلي الذي يمثله هيغل، فإن الحقيقة في صيرورة وتغير، وليس ثمة حقيقة مطلقة صادقة كليا في الزمان والمكان، إلا إذا بلغت الصيرورة إلى خاتمة مطافها، وأنى لها أن تبلغ ذلك أبدا.
وأما في البراغماتية التي يمثلها تشارلز سوندرز بيرس (1839 – 1914) ووليم جيمس (1842 – 1910) وجون ديوي (1859 – 1952) فإن الحقيقة هي التطابق مع الواقع، فتعرف الحقيقة بوساطة نتائجها العملية، فالحق هو ما ينجح، وهو المفيد، والنافع، وبالنسبة للأخلاق، فما هو حق هو ما يحقق في النهاية أكبر قدر من الخير، فالمفيد في التجربة النفسانية أو العقلية هو المفيد للفكر، وما يزودنا بالشعور المعقولية، والراحة والسلام، وفي ميدان التجربة الدينية يكون الاعتقاد حقيقيا إذا نجح روحيا وحقق للنفس الطمأنينة، وأعاننا على تحمل تجارب الحياة، وسما بنا فوق أنفسنا، فالحق يقوم فيما هو نافع ومفيد للفكر، كما أن العدل يقوم فيما هو نافع ومفيد للسلوك.
إن الحقيقة المطلقة التي لن تغيرها أية تجربة، هي هذه النقطة المثالية التي تند عن البصر، التي تتخيل أن كل حقائقنا ستتلاقى فيها ذات يوم، ولكن إلى أن يتحقق هذا لا بد لنا أن نعيش اليوم على ما نستطيع امتلاكه، فيما يختص الحقيقة اليوم حقا مع استعدادنا أن نعترف بأن ما هو حقيقة اليوم قد يصبح خطأ غدا، فالحقيقة الموضوعية لا وجود لها، ولا يمكن العثور عليها "والسبب في أننا نسمي الأشياء حقيقة لأننا اعتبرناها كذلك بحسب تحقيقها لما نريده من أفعال".
ويرى ديوي أن الإنسان يفكر ليعيش ويبقى على قيد الحياة، ويحسن أحواله المعيشية، فالتفكير لا يبدأ إلا عندما توجد مشكلة ويراد حلها، والتفكير ليس أمرا عشوائيا وبلا هدف، ولكن طبيعة المشكلة هي التي تحدد غاية التفكير، والغاية تضبط عملية التفكير، والوظيفة الأولى للتفكير هي حل المشكلة التي نواجهها، وإيضاح الغموض والاختلاط، والإجابة عن السؤال الماثل في أذهاننا فمهمة التفكير التأملي هي أن يحول الموقف المتسم بالغموض والشك والتنازع والاضطراب إلى موقف واضح، محكم، منسجم، مستقر.
فالأفكار هي أدوات ننجز بها بعض النتائج المرغوب فيها، وتساعدنا على النجاح، وان نعمل على وجه أفضل، "الأفكار ليست أفكارا حقيقية إلا إذا كانت أدوات نستعين بها في حل المشكلات".
وأما الفلسفة الوجودية (ومن روادها كيرلجور، وهيدجر، وكارل يسبرز) فترى أن الذاتية هي الحقيقة، وهي فعل الحرية، ولاحقيقة لا توجد للفرد إلا من حيث هو انتج بفعله شيئا، يقول يسبرز: الحقيقة هي الحضور المباشر للمحسوس، والفائدة المادية والغريزة، إنها ما هو عملي ومفيد، وبالنسبة إلى الشعور بوجه عام، فهي عدم التنافض في الفكر المنطقي (التصوري) وبالنسبة إلى العقل (أو الروح) هي الاقتناع الذي توحي به الأفكار، وبالنسبة إلى الوجود، الحقيقة هي الإيمان بالمعنى، والإيمان هو الشعور بالوجود في علاقته مع العلو، ويقول هيدجر: الحقيقة هي كشف المحجوب، وإزالة الغطاء.
العقل
العقل هو ملكة الربط بين الأفكار وفقا لمبادئ كلية، أو قوانين الفكر الضرورية الكلية، وهناك العقل المكون، والعقل المتكون، المكون هو قوة فطرية تقول بالإعداد والتجهيز الناجم عنهما العقل المتكون، فالمكون بمثابة غريزة، والمتكون بمثابة عادة، واما العقل المتكون فإنه يتكون من حقائق مكتسبة، وقواعد فكر، وقواعد سلوك، وقواعد للحكم الجمالي.
ومبادئ العقل هي الهوية، والتناقض (عدم التناقض) والوسط المستبعد، والهوية: ما هو هو، وما ليس هو ليس هو، والتناقض يعني أن الشيء لا يمكن أن يكون النقيضين معا، والمرفوع، أو الوسط المستبعد، ويقول: كل شي إما هو ولا وسط بينهما.
يرى التجريبيون وعلى رأسهم جون لوك أن كل معرفتنا تنشأ عن التجربة ولا قيمة لها إلا بالتجربة.
نظرية الوجود
كل حكم ينطوي على تقرير وجود، ويعبر عنه بفعل الكينونة، والوجود يدرك إما تلقائيا، أو بعد تأمل، وإدراك الوجود يتم بإدراك المرء نفسه أنه فاعل، وأنه علة حرة.
ومقابل الوجود هو العدم، الذي لايمكن أن يعرف أو يوصف، ولكن الوجود يزداد اتضاحا بواسطة العدم، "وبضدها تتميز الأشياء". ويضع هيغل العدم في قلب الوجود، وجعله محرك الديالكتيك، فبوساطته تتم حركة الديالكتيك، من الموضوع (الوجود) إلى نقيض الموضوع (عدمه) لتأليف مركب الموضوع، الذي هو مزيج من الوجود واللاوجود.
ويظهر العدم في السلب والنفي في كل فعل من أفعال الوجود، كقول هذا الشيء ليس كذا، وكل إنكار أو ثورة او تمرد أو منع أو تحريم أو زهد أو امتناع يحمل معنى العدم، فالعدم ينفذ في كل الوجود، ويتفشى فيه.
يقول سارتر: الإنسان هو الموجود الذي يأتي به العدم إلى العالم، لأن الإنسان حر، وبالحرية يتم الاختيار، وبالاختيار تنبذ الإمكانيات التي لم تختر، وعن هذا النبذ ينشأ العدم.
الوجود والماهية
الماهية مجموعة من الصفات التي تجعل الشي هو هو، بحيث لو رفعنا صفة لم يعد الشيء هو نفس الشيء، ولذا تؤلف مضمون الحد، الذي هو القول جواب ما هو؟
والماهية تخص الجوهر والأعيان، ويمكن أن نميز أنواعا من الماهيات، تميز ماهية الانواع من ماهيات الأفراد، (الإنسانية، وسقراط) وتميز ماهية ما هو مجرد من ماهية ما هو عيني (الإنسان والإنسانية) وتميز الماهية من سبب الماهية، وتميز الماهيات المفارقة من الماهيات المحايثة، يقول سارتر: كل موضوع له وجود، وله ماهية، ماهية أي مجموعة ثابتة من الخصائص، ووجود، أي نوع من الحضور الفعلي في العالم، والقرن الثامن عشر اعتقد أن ثمة ماهية مشتركة بين جميع الناس سموها الطبيعة الإنسانية، والوجودي يعتقد على العكس من ذلك، أنه عند الإنسان وعند الإنسان وحده الوجود يسبق الماهية. إنني أوجد أولا، وإن الماهية تتكون بالأفعال الحرة التي يحقق بها الإنسان إمكاناته.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ابراهيم غرايبة   جريدة الغد