يمثل اللاجئون الفلسطينيون ما يقارب ثلثي الشعب الفلسطيني البالغ تعداده، حسب آخر إحصاءات للأونروا، حوالي 9.5 مليون نسمة. وتعتبر هذه أكبر نسبة لاجئين في العالم، وكذلك تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين أهم وأقدم قضية لاجئين عرفها التاريخ المعاصر.

 

وبينما نحن منشغلون بمئات الأشياء التي نعتبرها مهمة، تصعدُ إلى أوج المشهد السياسي العربي والدولي، حكاية وطن قد سُلب، وأرض قد احتُلت عنوة، ومقدسات قد اغتصبت، وحقوق قد أهملت، وعلى رأسها جميعا، القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، الذين أجبروا على الرحيل من ديارهم بقوة السلاح والتآمر، وهُجّروا إلى أقاصي الأرض، وسُلبوا الحياة الكريمة، على مرأى ومسمع من العالم الذي تلذذ ودعم وساند عمليات الإخلاء القسري التي تعرض لها الفلسطينيون منذ العام 1948. ويقال إنه ليس هناك بيت فلسطيني واحد يخلو من القصص المؤلمة التي تشرح الطريقة التي غادر بها أرضه وبيته مجبرا مكسور الخاطر والجناح.

 

ومن خلال بعض الزملاء الإعلاميين العرب، وجهنا الدعوة لأن تكون الجمعة اليتيمة من رمضان هذا العام، هي جمعة فلسطين، في 26 آب (أغسطس) الذي يصادف تاريخ أول قرار بريطاني سمح بدخول 16500 مهاجر يهودي إلى فلسطين العام 1920. وهي دعوة شاملة للتعريف بالحقوق الفلسطينية، باعتبار أن قيام دولة فلسطينية هو حق للفلسطينيين بموجب حق تقرير المصير الذي أكدته الأمم المتحدة عامي 1969 و1974، وليس منّة من أحد، وليس أيضا، وهذا مهم، مقايضة عن حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، مهما طالت المدة التي حرم فيها الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، فهو في الأصل حق غير قابل للتصرف. وتقول المادة الثانية من معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 إن أي اتفاق بين القوة المحتلة والشعب المحتل أو ممثليه يعتبر باطلا قانوناً إذا أسقطت حقوقه. لذلك، فحق العودة لا يسقط بتوقيع ممثلي الشعب على إسقاطه، فهو حق شخصي، إلا إذا وقع كل شخص بنفسه وبملء إرادته على إسقاطه وعن نفسه فقط. وأن لكل لاجئ فلسطيني الحق في العودة بالإضافة إلى التعويض أيضاً، فهما حقان متلازمان، ولا يلغي أحدهما الآخر.
تشمل الدعوة التي ننادي بها إلى التعريف الكامل بقرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي اعتبر الفلسطينيين شعباً طرد من أرضه وله الحق في العودة كشعب وليس كمجموعة أفراد متضررين من الحروب. وكذلك شرح مذكرة القرار التفسيرية التي تقول إن عودة اللاجئ تتم بعودته إلى نفس المكان الذي طرد منه أو غادره لأي سبب هو أو أبواه أو أجداده، وأن حق العودة ينطبق على كل مواطن فلسطيني طبيعي، سواء ملك أرضاً أم لم يملك، لأن طرد اللاجئ أو مغادرته موطنه حرمته من جنسيته الأصلية. 

 

دعوة الجمعة اليتيمة، في 26 رمضان، هي دعوة للتحذير والتنبيه من تجاهل أي حق من الحقوق الفلسطينية. ولا شك أن بعض الفاعليات السياسية والحزبية والوطنية، تدرك أهمية الحديث عنها جميعا، والتذكير بها، وليت إحدى هذه الفعاليات، أو الهيئة العليا التي تنسق بينها أن تتبنى الدعوة إلى إقامة ندوات أو مهرجانات، تسبق استحقاق أيلول (سبتمبر)، للمزيد من التعريف بجميع الحقوق الفلسطينية المسلوبة، خاصة أنها تصادف رمضانيا ذكرى إعادة الحقوق والكرامة واستعادة بيت المقدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين في 26 رمضان من العام 583هـ، وكذلك ذكرى معركة عين جالوت الخالدة في 26 رمضان من العام 658هـ، ووقعت أحداثها شرق "دارين" بين بيسان ونابلس، وأزال فيها المسلمون خرافة أن المغول قوم لا يهزمون.

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   جلال الخوالدة