عاش أنصار فريق ريال مدريد “وأنا منهم” ليلة حزينة بعد الهزيمة المذلة أمام “الغريم التقليدي” برشلونة، في لقاء “الكلاسيكو” أول من أمس، وعقب نهاية “المأساة الكروية”، تساءل المدريديون “أما لهذه السطوة البرشلونية أن تنتهي؟”.
في مثل هذه المباريات، لابد من الخروج بجملة من الملاحظات والعبر والدروس، فما من مباراة يمكن أن تجمع بين أفضل فريقين في العالم يمكن الاستفادة منها كهذه المباراة، بغض النظر عن نتيجتها النهائية.
لقد ظهر واضحا أن تفوق برشلونة في السنوات الثلاث الأخيرة، ليس نتيجة “ضربة حظ”، وإنما نتيجة تميز فريق على آخر، مع أن الفريق المدريدي في هذا الموسم، ووفق انطباعات خبراء الكرة في العالم، أفضل من الموسم الماضي، وأفضل حالا من منافسه التقليدي برشلونة.
في “الكلاسيكو”، يعد الفوز “ضربة مزدوجة” وربما “بطولة في حد ذاتها”، لأنه يتحقق على أفضل فريق منافس، رغم أن كلا الفريقين سبق لهما وأن خسرا من فريق ضعيف.
برشلونة أعاد الهيبة لنفسه وفرض احترامه على خصومه بمن فيهم ريال مدريد، وأكد أنه فريق بفضل “الشياطين الأربعة” ميسي وتشافي وأنيستا وفابريغاس، قادر على تحقيق الفوز متى أراد، وقادر على إعادة حسابات لقب “الليغا” الى المربع الأول؛ لأن النقاط الثلاث التي سيتفوق بها المدريدي على برشلونة في حال فوزه في لقائه المقبل، لن تكون كافية لوضع المدريدي في موقف مريح، بل إن الأخير بات في حاجة ماسة للخروج من “عنق الزجاجة”.
في “الكلاسيكو”، لم يقدم معظم لاعبي المدريدي شيئا يستحق الذكر، رغم أن بنزيمة وضع فريقه في المقدمة بعد مرور نحو نصف دقيقة على صافرة البداية، لكن “تلاميذ غوارديولا” عرفوا كيفية التفوق في الامتحان وتسجيل ثلاثة أهداف منحتهم ثلاث نقاط عن جدارة واستحقاق، في الوقت الذي كادت فيه الدموع أن تنهمر من عيون المدرب مورينيو، الذي “وعلى عكس لقاءات سابقة” احتفظ بهدوئه وكظم غيظه وخرج مهرولا يندب حظ فريقه العاثر.
لكن هل خسر المدريدي بالحظ؟.. والإجابة بالطبع لا، رغم أن لاعبي المدريدي أضاعوا عدة فرص لاسيما بواسطة “الغائب الحاضر” رونالدو، وفي الوقت نفسه، فإن الحارس كاسياس أنقذ فريقه من عدة أهداف برشلونية محققة، لو تم تسجيلها لربما خرج المدريدي بخسارة مذلة جديدة، تعيد الى الأذهان “نصف الدزينة” أو “الخماسية”.
صحيح أن المباراة شهدت توترا بين اللاعبين، وخرجت صافرات الاستهجان من قبل الجماهير على قرارات الحكم في بعض الأحيان، لكن لاعبي الفريقين خرجوا يصافحون بعضهم بعضا، وخرجت الجماهير وكلها احترام لما آلت اليه المباراة من نتيجة، فلم تخرج لتخرب أو تكسر ممتلكات عامة أو خاصة، بل ذهب كل الى حال سبيله.
فوز برشلونة، منح “الليغا” طعما تنافسيا جديدا، كادت أن تفقده لو فاز المدريدي ووسع الفارق الى تسع نقاط، وفي الوقت ذاته، فإن هذا الفوز يطرح سؤالا صريحا “هل يدخل لاعبو المدريدي مباراة الكلاسيكو وهم مهزومون من داخلهم قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية، وهل هي عقدة الكلاسيكو؟”.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود