كان الأردن وما يزال وبتوجيهات من الرياضي الأول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، المبادر إلى فتح أبواب منشآته الرياضية أمام الأشقاء العرب، ممن تحول ظروف قاهرة دون إمكانية استخدامهم لتلك المرافق في بلادهم، بعد أن منعت الاتحادات الدولية إقامة المباريات هناك، خشية على أمن وسلامة اللاعبين.
ولعل اتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين، كان المبادر دوما إلى دعم الرياضيين الأشقاء في فلسطين والعراق وسورية، وسيكون كذلك مع كل شقيق يرى في أردننا الحبيب ملاذا آمنا ومطمئنا، فكانت استضافة الأردن لمباراة سورية واليابان أمس ضمن تصفيات الأولمبياد، من باب الواجب ودعم الأشقاء في تجاوز ظروفهم الصعبة.
بيد أن ذلك كله يفتح المجال أيضا أمام الحديث عن الملاعب والمنشآت الرياضية الأردنية، التي تقام عليها مباريات الأشقاء ومنافسيهم، الذين يعدون ضيوفا أعزاء في بلدنا الحبيب.
الأصدقاء اليابانيون حضروا إلى عمان لخوض المباراة، ضمن وفد كبير ضم لاعبين وإداريين ومدربين وإعلاميين ومتفرجين، وبعيدا عن حسن الضيافة والمعاملة الطيبة التي أسرت قلوبهم، فقد أبدوا امتعاضا من أرضية ملعب ستاد الملك عبدالله الثاني حيث أقيمت المباراة، وعزز اليابانيون امتعاضهم بعبارات انتقاد وصور لاذعة لأرضية الملعب.
صحيح أن اليابانيين ظنوا بأن الملاعب الأردنية قد تكون شبيهة بالملاعب اليابانية، التي استضافت قبل عشر سنوات بالمشاركة مع الملاعب الكورية الجنوبية، مباريات نهائيات كأس العالم في العام 2002، وصحيح أيضا أنه لا مجال للمقارنة بين ملاعب ومنشآت البلدين وإمكاناتهما المادية والتكنولوجية، ولكن أعتقد أنه في مقدورنا تصويب أوضاع أرضيات ملاعبنا، بما لا يضع اتحاد الكرة في موقف محرج أمام ضيوفه، طالما أن المباراة معروف موعدها مسبقا ولم تنظم بشكل مفاجئ.
نحلم كل يوم في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وفي ذات الوقت ما نزال نحلم في وجود ملاعب رياضية مؤهلة بشكل كامل لإقامة المباريات عليها، لا أن تكون أرضياتها أشبه بـ"ميدان فروسية" فيه الكثير من الحفر والمنعرجات، ولا يعطي صورة إيجابية عن الرياضة الأردنية في عيون الصحافة العالمية.
أظن أن وزارة الشباب والرياضية وأمانة عمان معنيتان بمعالجة هذه المشكلة، لا أن تبقى ملاعبنا مجال تندر ونقد عند الضيوف، خصوصا وأن مثل مباراة يوم أمس تم نقلها على الهواء مباشرة إلى عدد من دول العالم.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود