عندما حضر المنتخب الانجليزي إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، كان "سقف التوقعات" منخفضا بشأنه، لأن المؤشرات لا تمنح الانجليز أفضلية على غيرهم، ولذلك لم يحدث ضغط نفسي على اللاعبين، وكان الخروج المبكر من البطولة، امرا يمكن القبول به عند بلد، وصف بأنه "مهد" كرة القدم في العالم.
وساهم في "انخفاض السقف" غياب المهاجم واين روني عن أول مباراتين أمام منتخبي فرنسا والسويد بفعل الايقاف، ومع ذلك خطف الانجليز أربع نقاط، قبل ان "يسرقوا" فوزا من الاوكرانيين نتيجة خطأ تحكيمي واضح.
سجل شرف البطولة يخلوا من أي انجاز للانجليز، سواء على مستوى البطل أو الوصيف، ويذكر التاريخ ان الانجليز حصلوا على المركز الثالث في العام 1968 ومن ثم في العام 1996 الذي استضافوا فيه الحدث، والانجاز الوحيد الذي يسجل للانجليز كان الحصول على كأس العالم عندما استضافوها في العام 1966، وجاء الفوز بخطأ تحكيمي على حساب ألمانيا الغربية آنذاك.
ورغم ان الدوري الانجليزي يعد من اقوى الدوريات الأوروبية وأكثرها اثارة، الا ان ذلك لم يؤد إلى منتخب قوي بوزن منتخبات كبيرة مثل اسبانيا وألمانيا والبرتغال وايطاليا، فضل الشعار قائما "اندية قوية ومنتخب ضعيف".
على صدر اللاعبين الانجليز يبرز رسم يشير إلى "الاسود الثلاثة"، التي كان حالها حال من يرتديها من اللاعبين "اسودا من ورق"، لا تخيف احدا، وبقيت الاسود مجرد رمز احتفظ به الانجليز منذ عهد ريتشارد "قلب الاسد".
ورغم ان مدرب منتخب انجلترا روي هودجسون اعتبر مشاركة الانجليز ايجابية وخروجها مشرفا قائلا: "خسرنا بشرف.. نستطيع العودة إلى الديار مرفوعي الرأس.. البلاد فخورة بنا"، الا ان الصحف الانجليزية رأت غير ذلك، وشنت هجوما على منتخب "الاسود من دون أنياب"، فقالت صحيفة تايمز "فريق عادي ينحني"، اما صحيفة "ذي صن" فسخرت تحت عنوان "هل من عشاق لكرة المضرب؟".
لم يفلح المنتخب الانجليزي في فرض حضوره، لأن "فاقد الشيء لا يعطيه"، ولأن الانجليز أصابوا العالم بالملل من اسلوبهم الدفاعي البحت، الذي يذكر العالم بما فعله تشيلسي عندما تجاوز برشلونة وبايرن ميونيخ في طريقه إلى دوري ابطال أوروبا قبل نحو شهرين.
ثمة مثل انجليزي شهير يقول "achip of the old block"، ويقابله في العربية "هذا الشبل من ذاك الاسد"، بيد ان اسود انجلترا الحالية ليست اسودا حقيقية بل تكتفي بالزئير، وما من احد يخاف منها، واعتقد ان لسان حال الكثيرين من محبي الكرة يردد عنوان المسرحية العربية المعروفة "باي.. باي.. لندن".
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود