تكتسب مواجهة اليوم بين منتخبي المانيا وايطاليا، في نصف نهائي كأس اوروبا 2012 لكرة القدم، أهمية خاصة، نظرا للعناوين المتنوعة المحيطة بلقاء اليوم، وذلك على المستويين الفني والمعنوي.
هي مواجهة نوعية بكل المقاييس، فالمنتخبان يملكان "بنسب متفاوتة" أسهم الفوز بلقب "يورو 2012"، ليس استنادا الى تاريخهما وإنجازاتهما في التظاهرات الدولية الكروية الكبرى فحسب، بل لأنهما قدما في البطولة بشكل عام، ما يؤهل كلا منهما لنيل اللقب، وتحديدا المنتخب الألماني الذي أثبت في كافة مبارياته السابقة، تقدمه على بقية المنتخبات المرشحة لانتزاع كأس البطولة.
في الجانب الفني، تبدو صفوف المنتخب الألماني أكثر تكاملا وتناغما من نظيره الإيطالي، والأهم أن الكرة الألمانية ومن خلال منتخبها الحالي بقيادة لوف، اكتسبت تعاطف وإعجاب الكثيرين من غير محبي الـ"مانشافت"، في ضوء التطور الكبير الذي طرأ على استراتيجية الأداء الفني للألمان، والتي انتقلت الى حد كبير في "يورو 2012" من الصورة التقليدية للأداء ذي الطابع "الميكانيكي"، الذي يقوم في أساسه على القوة البدنية وصلابة الإرادة التنافسية، الى اتباع نهج أداء أكثر سلاسة وإمتاعا، يتحكم في تنظيمه الثالوث الرائع في الوسط الألماني شفاينشتايغر واوزيل وخضيرة.
نعم، بمقدور "الطليان" معالجة فارق التفوق الفني للألمان في مباراة اليوم، تماما كما فعل "الأزوري" في مباراته الأولى في البطولة امام إسبانيا، خصوصا أن المنتخب الإيطالي يتمتع "كعادته" بمنظمومة دفاعية مميزة، تستطيع كبح جماح الهجوم الألماني.
لكن يتعين على "بيرلو وبالوتيلي" وبقية رفاقهما في المنتخب الإيطالي، تكرار مثل تلك الهجمات المرتدة "النموذجية" التي نفذوها امام الإسبان في بداية المشوار، لتعزيز حظوظهم في بلوغ الهدف، وتجاوز الألمان نحو النهائي.
في الجانب المعنوي، ما تزال تعيش في ذاكرة محبي الكرتين الإيطالية والألمانية، تفاصيل أحداث نصف نهائي كأس العالم بين المنتخبين العام 2006، حيث اقتنص الطليان لقب المونديال من اصحاب الأرض آنذاك في وقت حرج.
يدرك المنتخبان أن الفائز في لقاء اليوم، ينتقل الى المشهد النهائي بدفعة معنوية إضافية، ما يعزز ثقته في انتزاع اللقب، وذلك يؤشر الى أن الفرصة متاحة امام عشاق كرة القدم العالمية، لقاء سهرة كروية ممتعة الليلة مع مواجهة "نوعية".
 

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود