يوم الدستور ويوم شاهين في مساء اليوم الذي سلمت فيه اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة نصوص الدستور توصياتها إلى جلالة الملك، وفي مساء اليوم الذي أعيد فيه خالد شاهين إلى عمان، كان المقهى مزدحما بالرواد لدرجة أنك لا تجد مقعدا واحدا تأخذه وتجلس على الرصيف. صُفّت المقاعد مثل قاعة محاضرات لمشاهدة التلفاز. ثم اهتزت المدينة بالهتاف والتصفيق وأغلقت الشوارع في مظاهرات عارمة.. احتفالا بانتصار برشلونة!
سيدة تجلس في المقهى سيدة محجبة وبالغة الأناقة، وحيدة، تدخن وتشرب العصير.. ثم مضت.
صبية تجلس في المقهى صبية جميلة توفر قماشا كثيرا في ملابسها، كانت مستغرقة في موبايلها حديثا وكتابة.. وتشرب البيرة!.. ثم مضت.
صديقان  يجلس في المقهى صديقان، شاب وصبية، كان يبدو من حديثهما أنهما في مرحلة التعارف، وربما يكون هذا لقاءهما الأول.
صديقان جاء كل واحد منهما إلى المقهى بسيارته المرسيدس؛ رجل خمسيني يرتدي بذلة وربطة عنق، وسيدة خمسينية أنيقة، ما تزال تحتفظ بجمالها.. يجلسان بعيدا يتحدثان، وتمتد يد الرجل خلسة وعلى خجل تداعب شعر السيدة!
صديقان يجلس في المقهى شاب وفتاة منقبة. الفتاة تجلس مقابلي، ويقابلها رفيقها الذي لا يراني. شعرت أن الفتاة تنظر إليّ.. تساءلت هل تعرفني؟ بدأ رفيقها يدير رأسه وينظر إليّ شاعرا بالحرج/ الذنب، أو كأني عرفتهما، لا بدّ أنهما يتحدثان عني. يكرر إدارة رأسه ناظرا إليّ.. ثم انسحبا من المقهى مرتبكين!
صديقتان تجلس فتاتان إلى طاولة تتحدثان بهدوء، تشي طيور السماء بأنه حديث راق وجميل، تشربان النبيذ الأبيض، ترد إحداهما على الموبايل، كان المتحدث على الطرف الآخر والدها (قالت أهلين بابا)، وختمت المكالمة مستوضحة إن كان يريد أن تحضر معها نبيذا أحمر أم أبيض!
حديث نيابي اقترح أحد النواب الثلاثة الجالسين الانسحاب إلى صالة أكثر هدوءا للحديث بحرية. قال أحدهم وهو إسلامي: يقدمون هناك الخمر. قال له صديقه الذكي/ المتذاكي: لا لا يا شيخ، لا يقدمون هناك الخمر. ولكن الشيخ أعادهم بعد لحظات فقد لاحظ أن الجالسين هناك يشربون "وايت واين". قال صديقه غير الإسلامي: وكيف عرفت أنه "وايت واين".. والله أنا لا أعرفه.
 

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ابراهيم غرايبة   جريدة الغد