لم يكد اليوم الأول من بطولة كأس الأردن - المناصير لكرة القدم ينقضي، حتى حمل اليوم الثاني احداثا مؤسفة تخللت واعقبت مباراة الرمثا والصريح التي امتدت فصولها حتى ساعات فجر يوم أمس.
واليوم الأول من الموسم الكروي الجديد، حمل ايضا حدثا مؤسفا مفاجئا تمثل في انسحاب المنشية أمام الفيصلي في مباراة كأس الكؤوس، وما تزال تداعيات هذا الانسحاب ماثلة من خلال قرارات اللجنة التأديبية التي قابلها المنشية بالاستئناف.
حدثان مؤسفان عكرا صفو الموسم الكروي الجديد، الذي لا ينذر حتى اللحظة بارتفاع المستوى الفني والتنافسي بين الفرق، وانما في ارتفاع منسوب الشغب والاعتراض، بدون مراعاة لحرمة شهر رمضان الفضيل على الاقل.
الصورة التلفزيونية كانت صادقة في نقل ما يجري، ويسجل ذلك لكاميرا التلفزيوني الأردني التي نقلت ما جرى في ملعب الأمير هاشم في الرمثا بكل صدق وأمانة، رغم سخونة المشهد وتنوع مشاهد ذبح الروح الرياضية.
منذ أن بدأت المباراة وجماهير الفريقين "الرمثا والصريح" تتبادل الشتائم، حتى جاءت اللحظة التي كشفت عن عمق الفجوة في اجراءات الدخول إلى الملاعب، و"البرهان" الذي يمتلكه اتحاد الكرة وتنشر صورته "الغد" في الصفحة الثانية، يعطي دليلا على ضرورة التعامل مع احداث الشغب بكل حزم.
من المألوف ان يستخدم المشجعون زجاجات المياه والحجارة التي تتكسر بفعل الضرب عليها في مدرجات الملعب، وكذلك المقاعد الخشبية والبلاستيكية، ولكن من غير المفهوم او الطبيعي، ان يتم استخدام "محول كهربائي" في الاعتداء على الحكم، لأن حجم المحول ووزنه ثقيل، ولا يمكن ان يتم ادخاله من قبل اي متفرج، اذا ما كان خضع للتفتيش الروتيني من قبل رجال الأمن، كما ان تحويل أرض الملعب إلى "ساحة حرب" يتقاذف فيها المشجعون "الصواريخ النارية"، يدفع إلى التساؤل فيما اذا كانت الاجراءات الأمنية الحالية كافية ام لا؟.
في المشهد التلفزيوني ما يبعث على التساؤل أيضا، عن سبب تهاون بعض رجال الدرك المرتدين للزي الرياضي المميز بهم، في التعامل مع بعض المشجعين مثيري الشغب، الذين كانوا يلتقطون الحجارة ويضربون بعضهم البعض، حتى كادت مدرجات الملعب وأرضيته تتحول إلى "ساحة حرب".
سياسة "الأمن الناعم" ربما لا تجدي نفعا مع متفرج جاء إلى الملعب لاحداث الشغب وتعكير صفو المنافسات الرياضية، فالشغب ليس وسيلة للتعبير عن وجهات النظر مهما كان شكلها.
من المؤكد ان ادارة الرمثا وادارة الصريح ترفضان ما جرى في الملعب، لكن ذلك لا يكفي مطلقا، والتعامل مع مثيري شغب الملاعب وملوثي جوها الرياضي النظيف، يجب ان يجدوا يدا من حديد توقفهم عند حدهم.
من المؤسف ان يتكرر سيناريو الشغب في ملاعب والعاب كثيرة في ملاعب المملكة، وفي نفس الوقت ما نزال نردد مقولة مضحكة مبكية "فئة مندسة"، فمن يرتكب الخطأ هم جزء لا يتجزأ من جمهورنا الرياضي، ويمثل نهجا مرفوضا قائما على العنف، ولنتذكر في هذا المقام ما جرى من احداث مؤسفة في بلدان عدة، وندعو الله في ذات الوقت ان يجنبنا آثارها التدميرية ويبعد عن بلدنا كل سوء.
قد يتخذ اتحاد الكرة قرارات بتخسير الرمثا وتغريمه ولكن ذلك لن يحل المشكلة ابدا، لأن المطلوب تضافر جهود الجميع لمنع تكرار ما جرى.
 

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة   جريدة الغد   تيسير محمود