تختلف أهواؤنا نحن الإعلاميين والجماهير بشأن فرق الأندية في المسابقة المحلية، ويفترض أن لا تكون كذلك في الاستحقاقات العربية والآسيوية؛ لأن النادي لا يمثل نفسه، بل يمثل كرة القدم الأردنية مجتمعة، ولذلك من واجب الجميع الوقوف خلف الأندية في مشاركتها الخارجية، بغض النظر عما اذا كانت تشجع هذا الفريق أو ذاك.
والاختلافات النادوية ظاهرة عالمية وليست محلية، فالجمهور يشجع فريقا ربما لاعتبارات تميزه الفني ونجومية لاعبيه، أو لاعتبارات جغرافية وعرقية وطائفية وغيرها، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها مطلقا.
لكن المنتخب الوطني هو الذي تتوحد كل الهتافات من حوله، لأنه باختصار "يجمع ما فرقته الأندية"، ولذلك نجح "النشامى أكثر من مرة في جمع شمل الأردنيين تحت هتاف واحد "أردن... أردن"، بغض النظر عن ميولهم النادوية.
المنتخب الوطني حالة رائعة في تجسيد وحدة الشعب الأردني؛ حيث بات مصدر فخر لكل مواطن محب ومتابع للرياضة أو حتى غير آبه بها، وكلما حقق المنتخب نتائج إيجابية، حظي بالدعم والمؤازرة والإشادة، وبات نجومه على كل لسان.
اليوم يصنع المنتخب لنفسه مكانة جديدة، ويفرض حضوره الإيجابي بين الكبار، ومن المؤكد أن تصنيفه الدولي سيتحسن بعد الفوز على أستراليا وبعد كل انتصار لاحق بإذن الله، وكما يقال فإن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها.
أمام أستراليا قهر النشامى المستحيل وفرضوا منطق العطاء على منطق التاريخ والعراقة، ورفعوا من معنويات الجماهير والإعلاميين، الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في إمكانية مواصلة المنتخب لمشوار المرحلة الرابعة والحاسمة من تصفيات المونديال، ولذلك ربما يكون ذلك الفوز الأهم في السنوات الأخيرة؛ لأنه منح المنتخب "طوق النجاة" خوفا من الغرق في "بحر التصفيات".
لكن المهمة لم تكتمل بعد، والطريق إلى البرازيل لم ولن تكون مفروشة بالورود، بل فيها من المنحيات والمطبات الكثير، ما يتطلب توخي الحذر الشديد.
أمام منتخب عمان في مسقط لن تكون مهمة النشامى سهلة أبدا، والفوز على أستراليا في عمّان لا يعني أن العمانيين سيكونون صيدا سهلا، فهم يمتلكون مثلنا طموحا وحلما في التأهل إلى مونديال البرازيل، وهم تعادلوا مع الأستراليين ولديهم فرصة للمنافسة.
الحاجة إلى الفوز في المباراة المقبلة أمر لا خلاف عليه، لكن يجب أن يعد المنتخب العدة لتلك المواجهة، وأجزم أن الجمهور سيكون أحد عوامل الفوز في تلك المباراة.
صحيح أن ثمة جالية أردنية في عمان ستؤازر المنتخب، لكن آن الأوان للشركات في القطاع الخاص أن تسهم في تحمل المسؤولية وصناعة فجر جديد للرياضة الأردنية، وفي مقدور تلك الشركات أن تسير رحلات الى مسقط لمؤازرة المنتخب يوم 16 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فالمنتخب الوطني بحاجة إلى كل هتاف يشحذ همم اللاعبين ويدفعهم بقوة نحو تحقيق الفوز، والكرة في ملعب الشركات، فمن سيقوم بدوره الوطني؟.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود