بقيت مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره العراقي منذ العام 1999، كشاهد وحيد تقريبا على قوة الارادة والعزيمة والتصميم لتعديل النتيجة، حتى جاءت مباراة ألمانيا والسويد ضمن تصفيات المونديال في الاسبوع الماضي، لتعزز الدروس والعبر التي تم استخلاصها في الدورة العربية آنذاك.
ولمن لم يحضر او نسي احداث تلك المباراة العربية النهائية لتحديد صاحب الميدالية الذهبية، فإن منتخبنا تقدم آنذاك بأربعة اهداف نظيفة حتى الدقيقة 74 من زمن المباراة، وفي ربع الساعة الاخيرة سجل العراقيون أربعة اهداف متتالية، فرضت شوطين اضافيين ومن ثم ركلات جزاء ترجيحية ابتسمت لمنتخبنا في نهاية المطاف.
في مباراة ألمانيا والسويد تقدم الألمان برباعية نظيفة حتى الدقيقة 62 من زمن المباراة، وظن الألمان ان “اللعبة انتهت”، لكن “الحاوي السويدي” اخرج ما في جرابه، وشهدت الثواني الاخيرة من الوقت بدل الضائع تسجيل هدف التعادل الرابع للسويديين.
ما جرى في هاتين المباراتين كاد ان يحدث اول من أمس، في مباراة جمعت بين فريقي برشلونة وديبورتيفو ضمن الدوري الاسباني... تقدم برشلونة بثلاثة اهداف نظيفة في غضون 18 دقيقة فقط، واعتقد نجوم برشلونة أنهم انجزوا المهمة على اكمل وجه في وقت مبكر، بيد ان كلمة اخرى كانت للفريق الآخر، وكحال المعارك بين كر وفر وتبادل للهجمات والضربات، انتهت المباراة إلى فوز برشلونة بنتيجة خمسة اهداف مقابل أربعة.
ما يهم في مثل هذه المباريات هو تعلم كيفية عدم الاستسلام للخسارة، ولعل ما ظهر عليه منتخبنا الوطني في الدقائق الخمس الاخيرة امام منتخب عُمان مؤخرا، يعطي انطباعا بأن اللاعبين امتلكوا الارادة في 5 دقائق فقط، فقلصوا النتيجة إلى فارق هدف، والغي هدف التعادل بداعي التسلل.
لا مجال لليأس في عالم كرة القدم، والفريق المهزوم هو من يفقد روحه المعنوية ورغبته في التعويض ويفتقد لعنصر المبادرة، فكم مرة تقلبت فيها نتائج المباريات وتغيرت الاحوال وتبدلت المشاعر؟.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود