سيكون عشاق كرة القدم وعلى وجه الخصوص الاسبانية، على موعد مع سهرة كروية تمتد حتى نهاية الساعة الاولى من فجر يوم غد، وفيها يلتقي الخصمان اللدودان ريال مدريد وبرشلونة، في ذهاب دور الأربعة من بطولة كأس إسبانيا.
ظروف الفريقين مختلفة للغاية.. برشلونة يتصدر الدوري الاسباني “الليغا” بفارق خمس عشرة نقطة عن ريال مدريد، وبخلاف غياب مدربه المصاب بالسرطان تيتو فيلانوفا، فإن برشلونة يحل ضيفا على المدريديين بكامل نجومه وفي قمة معنوياته، بعد أن بات الحصول على لقب “الليغا” امرا سهلا ومرتبطا بالوقت ليس إلا.
لكن حال المضيف لا تسر أنصار المدريديين، حتى وإن ارتفعت المعنويات قليلا في الآونة الاخيرة بعد أن تحسنت النتائج، ذلك أن “المعارك” بين المدرب جوزيه مورينيو وأبرز نجوم الفريق لم تنته، وقائمة الغيابات بسبب الاصابات والعقوبات تطال الحارس العملاق إيكر كاسياس والمدافعين سيرخيو راموس وبيبي وكوينتراو ولاعب الوسط المهاجم دي ماريا، وعليه فإن الفريق المدريدي سيخوض المباراة بغياب قدراته الدفاعية التقليدية.
قاعدتا الأرض والجمهور لا تجديان نفعا في كثير من المباريات بين الفريقين، وطالما عاد كل منهما بنصر على أرض الفريق المنافس، لكن المدريدي اليوم بحاجة إلى نصر يدفعه قدما نحو المباراة النهائية، في انتظار جولة الاياب التي ستقام على ملعب الفريق الكاتالوني، ويجعل في مقدور المدريدي تعويض فقدان لقب الدوري وتحسين صورته التنافسية في دوري أبطال اوروبا، لا سيما أن القرعة وضعته مع منافس شرس هو مانشستر يونايتد، وعليه ربما يولد الانجاز المدريدي من رحم المعاناة، وربما يؤزم برشلونة موقف منافسه ويدخله في عنق الزجاجة.
ليس الجمهور الاسباني وحده منقسما في محبته بين برشلونة وريال مدريد، بل عشاق الكرة في العالم أيضا ومنهم الأردنيون الذين سيجلسون امام شاشات التلفزيون في البيوت والمقاهي لمشاهدة المباراة.
العيون كلها تتجه صوب لاعبين اثنين كبيرين، ربما يجوز وصف المباراة بأنها “حلبة ملاكمة بين ملاكمين عملاقين”... ميسي في برشلونة يستحوذ على الانظار ويتلاعب بالخصوم ويحطم الارقام القياسية التاريخية، ورونالدو في المدريدي أشبه بعداء يجري خلف الكرات ويهز شباك الخصوم بدون هوادة، ولعل من المنصف القول إن لكلا اللاعبين ميزاته وسحره فوق المستطيل الاخضر، وإذا لم يسجلا الاهداف فمن يسجلها؟.
لعلها تكون سهرة كروية ممتعة بين خيرة نجوم الفريقين، في مباراة يكذب من يدعي أنه قادر على التنبؤ بنتيجتها، بل إن التوقعات هي اقرب ما تكون إلى الامنيات لصالح هذا الفريق او ذاك.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود