استهل نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم العام الحالي بانتصارين كبيرين متتاليين في مباراتين "ودية ورسمية"، فحققوا فوزا كبيرا على إندونيسيا بخماسية نظيفة، ومن ثم فوزا كبيرا على سنغافورة برباعية نظيفة في مستهل المشوار بالتصفيات الآسيوية، في صورة تبدو مختلفة كليا عما كان عليه الحال في العام الماضي وتحديدا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، التي شهدت جملة من الخسائر الرسمية والودية للنشامى، ما أدى إلى غضب جماهيري وقلق كبير بشأن مستقبل المنتخب.
وعلى بعد نحو خمسين يوما، ينتظر أن يخوض المنتخب الوطني مباراة مصيرية مع ضيفه الياباني في تصفيات مونديال البرازيل، ونتيجتها ستحدد فيما إذا كان "النشامى" سيستعيد حظوظه بالمنافسة على إحدى بطاقات التأهل إلى البرازيل، أم أنه سيترك "الساحة المونديالية" ويتفرغ كليا للمنافسة الآسيوية.
وحتى اللحظة، فإن المنتخب الوطني لم يضع في أجندته أي مباراة ودية تسبق لقاء اليابان في 26 آذار (مارس) المقبل... ربما بسبب ضغط المسابقات المحلية "الدوري والكأس"، وكذلك وجود استحقاقات آسيوية لفريقي الفيصلي والرمثا وعربية لفريق البقعة، لكن هل يكفي هذان الانتصاران على منتخبين في المستوى الآسيوي الثالث والرابع، للتحضير لمواجهة منتخب اليابان الذي يتصدر التصنيف الآسيوي ويحتل المركز الحادي والعشرين عالميا؟.
من المؤكد أن الجواب سيكون لا؛ لأن المباراة أمام اليابان تختلف من حيث القوة والسرعة والأهمية والتكتيك، ولأن المنتخب الياباني ينظر إلى المباراة المقبلة بواقعية، ورغم تأهله "نظريا" إلى المونديال المقبل وفي جعبته 13 نقطة حاليا، إلا أنه يريد حجز مقعده رسميا، ولذلك استدعى محترفيه كافة في الأندية الأوروبية وغيرها، وخاض تجربة ودية مع لاتفيا أول من أمس فاز فيها بثلاثية نظيفة، وسيخوض مباراة ودية أمام منتخب كندا قبل أربعة أيام من مواجهة النشامى، وكأنه يقول بلسان صريح "قادمون إلى عمان من أجل الفوز".
لا مجال للمقارنة بين منتخب اليابان ومنتخبي إندونيسيا وسنغافورة، لكن الفوزين في المباراتين السابقتين منحا النشامى دافعا معنويا ممتازا، وأعادا الثقة للاعبين ورفعا من سقف التوقعات بشأن المستقبل، كما أسهما في إعادة ثقة الجماهير الأردنية بالمنتخب الوطني، لكن لن تكون هاتان المباراتان مقياسا حقيقيا للفريق قبل مواجهة اليابان، بل يجدر بالجهاز الفني أن يبحث عن مباراة ودية ذات وزن قبل مباراة اليابان، ويمكن أن تكون مع فريق بحجم منتخب كوريا الجنوبية أو كوريا الشمالية، لتكون اختبارا حقيقيا وفرصة إعداد مثالية، قد تمكن المنتخب من تسديد حسابه والعودة إلى المنافسة، وهذا قد يتطلب من الأندية شيئا من التضحية التي اعتادت على تقديمها لصالح منتخب الوطن.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود