تخيلوا لو أن فريق ريال مدريد الاسباني فريق أردني، وأن هذا الفريق خلال الدوري الحالي خاض قبل مباراة يوم أمس أمام ديبورتيفو 24 مباراة... فاز في 15 منها وتعادل في 4 وخسر 5 مباريات ولم يجمع سوى 49 نقطة من اصل 72 نقطة، أي أنه فقد 23 نقطة في مبارياته الملعوبة.
ما يجري في دوري المحترفين الأردني يبعث على العجب وليس الاعجاب، ذلك أن كثيرين يرون المستوى الفني للفرق هزيل، ويقارن كثيرا بـ”دوري الحارات”، وربما يكون فريقا شباب الأردن والعربي ومن بعدهما الرمثا الافضل فنيا قياسا بغيرهم، وإن تفاوتت النتائج وتقلبت بين فوز وخسارة.
الوحدات الذي تمكن من تصدر مرحلة الذهاب في الدوري الحالي، استبدل جهازه التدريبي ثلاث مرات، والمسألة قابلة للزيادة طبقا للنتائج اللاحقة، فمن الصربي برانكو إلى المصري محمد عمر، وأخيرا وليس آخرا الوطني عبدالله أبو زمع.
وحال الفيصلي ليس افضل كثيرا، فالفريق وإن حجز مكانه في دور الأربعة من بطولة الكأس، إلا أنه يحتل حاليا المركز الرابع في الدوري، واستبدل جهازه التدريبي أكثر من مرة حتى استقر به المقام مع الروماني تيتا.
من الواضح أن المدرب البرتغالي مورينيو يجب أن يحمد الله كثيرا، لأنه لا يدرب منتخبا او فريقا عربيا، وإلا لوجد نفسه “في الشارع”، ولعل كأس الخليج الاخيرة اطاحت بمدربي منتخبات السعودية وقطر وعُمان، لأن كلا منهم يريد لقب البطولة.
من يحصي عدد المدربين الذين دربوا الفرق الأردنية في الموسم الحالي يشعر بحجم المشكلة، فالاندية تجد في المدرب “اسهل الطرق” لامتصاص غضب الجماهير، التي تطالب برحيل الادارات قبل رحيل المدربين.
وإذا أخذنا فريق الوحدات على سبيل المثال، فإن الفريق لم يعد يمتلك سوى بطولة الدوري للمنافسة على لقبها، بعد أن ودع كأس الأردن من الدور ربع النهائي للعام الثاني على التوالي، ولم يكن طرفا في مباراة كأس الكؤوس، ولم يجد متسعا لمشاركة فريق أردني ثالث بكأس الاتحاد الآسيوي المقبلة.
من الذي تعاقد مع المدرب الصربي برانكو... أليست الادارة بخبرائها وخلافاتها التي لا تنتهي على تشكيل حتى لجنة كرة القدم؟، ومن الذي أطاح ببرانكو وجلب محمد عمر.. أليست الادارة ذاتها؟، ومن الذي أطاح بمحمد عمر واختار عبدالله أبو زمع... أليست الادارة ذاتها؟.
مؤسف أن ناديا كبيرا بوزن الوحدات لا يستطيع اختيار مدرب وفق الاصول، ولا يعطيه الصلاحيات والوقت الكافي للعمل وبناء فريق جديد، بعد أن “هرم” لاعبون كثر ورحل آخرون سعيا إلى الاحتراف و”لقمة العيش”.
من “المضحك المبكي” أن فريقا كبيرا مثل الوحدات لا يستطيع الحصول على خدمات محترف من الخارج او أكثر يستحق هذه التسمية، ويتكرر السؤال عن الشخص او الاشخاص الذين يختارون اللاعبين.. هل هو المدرب “صاحب الصلاحية والحق”؟، ام هم الاداريون الذين يمتلكون القرار والنصاب داخل مجلس الادارة؟.
هل تصدقون أنه في زمن الاحتراف يرفع احد الاندية شعارا، مفاده أنه لن يتعاقد مع اي لاعب محلي او من الخارج الا تحت سقف مبلغ معين، بدون النظر إلى قدرات ذلك اللاعب، مع أن المنطق يقول بأن لكل لاعب ثمنه وفق مستواه الفني، ومن اراد لاعبين أكفاء عليه أن يدفع لهم.
يستطيع الوحدات بما يمتلكه من مخزون كبير من اللاعبين الشباب أن يبني مستقبلا جيدا، لكنه في ذات الوقت بحاجة إلى وقفة مع الذات بشأن المدربين والمحترفين من الخارج، ولعل آخر تلك المآسي ما يتعلق باللاعب احمد بلال، لأن ما حصل مع الوحدات لم يحصل مع فريق من الدرجة العاشرة في ادغال افريقيا.
عودة على بدء، فإن الاجابة عن ذلك السؤال ستكون “ارحل يا مورينيو”، بعد كل خسارة.
المراجع
alghad.com
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود