استوقفني الصديق نواف العبادي قبل بضعة أيام في منطقة وسط البلد، وسألني بمرارة “شو رأيك في اللي بصير بالفيصلي؟”، وقبل أن أهمّ بالاجابة أكمل حديثه “الله أكبر... اللاعبين مش صابرين على النادي”... وما هي إلا لحظات حتى انضم شابان للحوار من مشجعي الفيصلي.. أحدهما قريب للزميل العزيز محمود كريشان.
المشجعون الثلاثة يعتقدون أن على لاعبي الفيصلي التضحية والصبر على رواتبهم حتى لو تأخرت شهرين وثلاثة، لأن اللاعبين طالما “اكلوا من خير النادي”، وأن الفيصلي قدم للاعبيه ما لم تقدمه اندية اخرى، ولكن اذا كان اللاعبون سيصبرون على ناديهم بداعي “الولاء والانتماء”، فكيف يمكن للمدرب الروماني تيتا أن يصبر وهو يعلم أنه موظف ولا بد أن يتسلم راتبه في نهاية كل شهر.
وحتى أكون أمينا في الحديث، فإن وجهة نظر مشجعي الفيصلي الثلاثة كانت متقاربة إلى حد كبير فيما يتعلق بـ”حرد” اللاعبين عن التدريبات، ووجهة النظر هذه اختلف شخصيا معها بنسبة كبيرة، لأن الفيصلي بعراقته وشعبيته وقاعدته الجماهيرية ومنشآته ومشاريعه الاستثمارية، قادر على أن يكون في طليعة الاندية الآسيوية.
طبعا امكانات الكرة الأردنية عموما والفيصلي خصوصا، لا تقارن مطلقا بإمكانات اندية الخليج العربي واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، ومع ذلك كان بإمكان الفيصلي افضل مما كان.
فاتورة الاحتراف مكلفة... لا شك في ذلك، لكن الفيصلي حاله حال بقية الاندية مجبر على السير في هذا الطريق، وكغيره يعاني من غياب الجماهير، ولكن لماذا لا يلحظ احد مثل هذه المشكلة في غالبية الاندية سواء كانت كبيرة او صغيرة.. عريقة أم حديثة العهد؟.
ثمة مشكلة مالية يعيشها الفيصلي حاله حال بقية الاندية، لكن الاندية الاخرى “تدبر نفسها”، وتتجاوز معضلة الرواتب ومقدمات العقود والمكافآت بطرق مختلفة، فلماذا لا يحسن الفيصلي تدبير اموره، بدلا من تكرار حالات غياب اللاعبين عن التدريبات لأنهم لم يتسلموا رواتبهم؟.
شئنا أم أبينا... هذا هو طريق الاحتراف والسير فيه إجباري وليس اختياريا، وأشفق على انديتنا التي تستعد للدخول في دوري ابطال آسيا، وما تزال تعاني من عدم القدرة على دفع رواتب اللاعبين.
 

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود