يتجسد الصراع بين "الارادة" و"المستحيل" في عدد من مباريات كرة القدم، وتبرز في هذا اليوم وغدا أربع مباريات، تجد اهتماما متفاوتا من الجمهور الأردني، سواء ما تعلق منها بفريقي الفيصلي والرمثا، اللذين يطلبان التأهل إلى دور الستة عشر من كأس الاتحاد الآسيوي العاشرة، عبر مواجهتيهما مع فريقي دهوك العراقي والقادسية الكويتي، او ما يتعلق بفريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، عندما يواجه "الملكي" نظيره دورتموند الألماني اليوم، بينما يواجه "البرشا" فريق بايرن ميونيخ الألماني غدا.
وربما لا تجد مباراتا الفيصلي والرمثا ذلك الاهتمام عند الجماهير الأردنية، التي تترقب ليلتين أوروبيتين ساخنتين، عنواهما "الثأر ورد الاعتبار" او "تأكيد الجدارة".
ولعل فريقي ريال مدريد وبرشلونة يدركان كثيرا صعوبة المهمة، وإن رأها كثيرون "مهمة مستحيلة"، بعد "فضيحتين" حدثتا في الاسبوع الماضي في ألمانيا، عندما تعرض الفريقان الاسبانيان لهزيمتين مذلتين خارج الديار، وأضحا حالهما اليوم "الثأر ولا العار".
هل يستطيع المدريدي أن يكرر تلك "الانتفاضة" التي حدثت في العام 1975، عندما خسر امام ديربي الانجليزي 1-4 في ذهاب الدور الثاني من الكأس الاوروبية، لكنه فاز ايابا 4-1 ثم 5-1 بعد التمديد لشوطين اضافيين؟.
وهل يستطيع برشلونة الاسباني الذي توقع كثيرون أن يخرج من دور الثمانية في المسابقة الأوروبية الحالية بعد خسارته 0-2 امام ميلان الايطالي ذهابا، وفاز ايابا 4-0، أن يقلب خسارته 0-4 أمام بايرن ميونيخ ذهابا إلى فوز 5-0؟.
المهمة تبدو صعبة للغاية قياسا بما قدمه الفريقان الألمانيان على أرضهما وامام جمهورهما، وكثيرون اعتبروا أن صيحات المؤازرة من الجماهير الألمانية دبت الرعب في قلوب الاسبان وجعلتهم يتجرعون مرارة هزيمتين تاريخيتين.
الفريقان الاسبانيان يعتمدان بالدرجة الاولى على جمهوريهما لتحقيق الفارق وتشكيل اضافة، لكن الجمهور الذي قد يكون "سلاحا حادا" يشهر في وجه المنافسين، ربما يكون عامل ضغط نفسي على الاسبان، وبالتالي قد تأتي الرياح بعكس ما يشتهي الاسبان، لا سيما اذا اهتزت الشباك الاسبانية بأي هدف.
الألمان لهم تجارب عديدة، والصورة الحالية تؤكد أحقيتهم بالتأهل إلى المباراة النهائية، لكنهم يدركون أن الشوط الأول فقط قد انتهى، وبقي شوط ثاني ربما تنقلب فيه الاحوال وتتغير الحظوظ في الطريق إلى ويمبلي، ولهم في تعادل المنتخب الألماني 4-4 مع نظيره السويدي في تصفيات المونديال عبرة، بعد أن كان الألمان متقدمين 4-0.
هذه هي كرة القدم... بحلوها ومرها... بأسرارها وسحرها، تأبى إلا أن تبقي باب الاثارة مفتوحا على مصراعيه، وتؤكد منطقها بعيدا عن الحسابات المسبقة، وتجسد صراعا متواصلا بين الارادة والعزيمة ضد الاستسلام والمستحيل.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود