ضجّت وسائل الإعلام كلُّها بالمشروع الذي طرحه بوش ، والذي يدعو فيه إلى تغيير واقع هذه المنطقة أو إلى عملية إصلاح لها ، المنطقة التي غيّر بوش اسمها ، فأسماها " الشرق الأوسط الكبير " ، ووضع لها حدوداً تمتدُّ من المغرب الإسلامي إلى الشرق الإسلامي .
منذ العصور القديمة وهذه المنطقة ساحة صراع كبير بين مختلف الأمم والشعوب . منذ عهد السوماريين والبابليين ، وعهد اليونان والرومان ، وعهد الفرس ، وعهد الفراعنة ، أمم كثيرة كانت تزحف عليها من الشرق أو الغرب . لقد كان موقعها الخطير أحد أسباب هذا الصراع ، فهي تملك منافذ للشرق والغرب والشمال والجنوب ، منافذ للأطماع كلها والعدوان ، أو منافذ للخير والحق .
وعلى سنن لله ثابتة ماضية ، تظهر أمة وتقوى ، ثمَّ تضعف وتغيب ويأتي غيرها ، فللأمم آجال محدّدة على قضاء لله نافذ وقدر غالب وحكمة بالغة كآجال الإنسان . وكل دولة يمتدُّ طمعها إذا قويت واشتدَّ بأسها ، ثمَّ تسعى إلى صورة من صور " العولمة " لتخضع أوسع مساحة من الأرض لنفوذها وسيطرتها ومصالحها: ( ولكلّ أمةٍ أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون )[ الأعراف : 34 ]
ومع ثبات هذه السنَّة الربَّانيّة ووضوحها ، إلا أنَّ الناس لم تعتبرْ ، وظلّت الأطماع والجري اللاهث وراءها هو الدافع إلى الامتداد ، دون أن يأخذ الناس عبرة من الأحداث ، أو من رسالة الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله في كلّ أمة ومع كل عصر برسالة الإسلام ، بالدين الحقِّ الواحد . الدين الذي خُتم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي أُنزل عليه وحياً من عند الله :( ولقد بعثنا في كلّ أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم مَنْ هدى الله ومنهم مَنْ حقّتْ عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين )   [ النحل :36  ]
حتى جاءت الرسالة الخاتمة للإسلام ، دعوة ربَّانيّة للعالمين ، للناس كافَّة ، تحمل المنهج المتكامل لتُصلح به حياة البشرية كلها ، تحمل المنهج الحقّ للإصلاح كله ، لإصلاح الفرد والبيت والمجتمع والأمة والبشرية كلها ، تحمل المنهج الحقّ لكلّ زمان ومكان ، ولمعالجة كلِّ مشكلة صغيرة أو كبيرة :(ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتَمَ النبييّن وكان الله بكلِّ شيءٍ عليما ) [ الأحزاب : 40 ]
(وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب ومُهَيْمِناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبعْ أهواءهم عمَّا جاءك من الحقِّ لكلٍّ جعلْنا منكم شِرْعةً ومِنْهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمّةً واحدةً ولكن ليَبْلُوَكُمْ في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون )  [ المائدة : 48 ]
وانطلق الإسلام برسالته الخاتمة من مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، ليملأ الأرض نوراً ، وليُخْرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . وامتدّ الإسلام بقدر الله حتى شمل الأندلس غرباً والصين شرقاً . وأُلْجمتْ كثير من الشهوات والمطامع وأهواء الدنيا . ثم نهضت قوى كثيرة تصدُّ عن سبيل الله ، وتُصارع دعوة الإسلام تحت شعارات مختلفة ورايات متعددة ، ابتلاء منه سبحانه وتعالى وتمحيصاً لخلقه كلهم ، فرداً فرداً وشعباً شعباً .
وإذا كان سلطان الإسلام قد تراجع اليوم ، فإن الدعوة الإسلامية مازالت ماضية في الأرض ، لتكون حُجّة للصادقين وحُجّة على المستكبرين . وامتدَّ الصراع قروناً طويلة ، وما درى كثير ممن يحاربون الإسلام أنَّ هذا الدين هو دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، ودين موسى ودين عيسى ، عليهم السلام جميعاً ، دين واحد وربٌّ واحد لا شريك له .
وإذا كان هنالك من بدَّل وغيَّر في دعوة الله ، وأغرته شعارات القوة المندفعة من ديمقراطية وعلمانيّة وغيرهما ، فما زال في الأرض قلوب صدق إيمانُها وصفا توحيدها، وأبتْ أن تحرّف دين الله أو تبدّل فيه أو تتبع ما تشابه منه أو تفسد التأويل .
ولحكمة أرادها الله جعل في الغرب قوة مسيطرة ، وعلى رأسها أمريكا التي بلغت من القوة المادية والتطور العلمي ونموّ العتاد والسلاح العسكري شأناً نفخ فيها الكبر والغرور حتى استكبرتْ وطغتْ . ولحكمة أرادها الله كان المسلمون اليوم في أضعف حالاتهم التي مرَّوا بها في التاريخ ، في تمزَّق ، وقلة عدة وسلاح، وتخلّف علمي وصناعي ، لا عذر لهم به ، ولكنه بما كسبت أيديهم . ودفع هذا الحال كثيراً من المسلمين إلى التنازل عن ديار ومبادئ في مسلسل طويل ، حتى فجع المسلمون بهزائم متتالية وهوانٍ كبير .
في هذه اللحظات تطلع أمريكا منتفخة الأوداج كبراً وغروراً لتتحدث بكل جرأة عن ضرورة إصلاح منطقة " الشرق الأوسط الكبير " . مصطلح جديد يخفي الحقيقة والاسم الصحيح " العالم الإسلامي " . ويريد بوش أن يجري إصلاحاً في هذه المنطقة ليَهبها الديمقراطية والحريّة والعدالة حسب ادعاءاتهم !
ليست هذه أول مرة يُطْرح للعالم الإسلامي مصطلحات نابعة من أطماع وروح عدوانيّة . ففي عهد الخلافة العثمانية كانت تسمى قضية العالم الإسلامي  " بالمسألة الشرقية " ، تسمية طلعت من أطماع روسيا وأوروبا ومؤامراتهم الممتدة. ثمّ سُمِّيتْ المنطقة في العصر الحديث " الشرق الأوسط " تسميةٌ نابعة من أطماعٍ وشهواتٍ وعدوانٍ ، وشاعت هذه التسمية حتى اليوم ، وحتى جاء الرئيس بوش ليوسع المصطلح ، ويُضيف عليه كلمة " الكبير " ، إمعاناً في الدلالة على العالم الإسلامي كلّه .
مهما تعدّدت التسميات فالأرض واحدة ، والميدان واحد ، والأطماع واحدة، والعدوان الظالم واحد ممتدٌّ مع التاريخ ، يُمحّص الله من خلاله عباده .
إنه لأمر عجيب أن يظنَّ  بوش أنَّ العالم كله غافل لا يعي ، ينسى التاريخ القريب والبعيد . يدّعي " بوش " أنه يريد أن ينشر الديمقراطية وزُخرف الحرية المزعومة . لقد ادعى هذا عند قراره غزو العراق . وهذه هي ساحة العراق شاهدة على ما قدم من تدمير وقتل وفتن لا تكاد تنتهي ، وظلم تجاوز كلّ الحدود . وبالرجوع إلى تاريخ الديمقراطية الأمريكية في مختلف أنحاء العالم ابتداء من أمريكا اللاتينية ومختلف أقطارها ، إلى أفريقيا ، وإلى آسيا ، لا تجد إلا الفواجع والمآسي والتدمير وقتل الإبادة ، حتى انتزعت هذه الديمقراطية كلَّ بسمة على وجه طفل ، أو فرحة في قلب أم ، أو كرامة في حياة إنسان ، وغرست مكانها الدموع والأنين والدماء والأشلاء والإذلال .
أين نجد الديمقراطية ؟!  أنجدها عندما أدار بوش ظهره وسدّ أذنيه لصيحات الملايين في جميع أنحاء العالم ترفض غزو العراق ؟! لقد تولى السلاح الفتاك ، سلاح التدمير الشامل إجابة تلك الصيحات حين سحقت كل استغاثة ، وأبادت حضارة العراق في أيام معدودات ، وتركت الناس دون كهرباء ولا ماء ولا بترول ، ومنهم مَنْ أصبح دون مأوى !
أين نجد الديمقراطية ؟! هل نجدها في الكذب والإصرار على الكذب فيما يتهمون هذا القطر أو ذاك ، وفيما اتهموا العراق بسلاح التدمير الشامل واتخذوا ذلك ذريعة لارتكاب جريمة وحشية في  أرض العراق وشعب العراق وعمائر العراق ؟! هل الديمقراطية في تاريخها الحديث كله إلا كذب وخداع ، وكبر وظلم، وعدوان وطغيان ، واستبداد .
هذه هي الديمقراطية التي جعل منها " فوكوياما " نهاية التاريخ ! ولو سماها نهاية العدالة والحرية واختفاءهما لكان أقرب إلى الصواب !
الديمقراطية ، بغض النظر عن الأصل الوثني للفظة اليونانية ، فإنها اليوم نظام ابتدعه كبار المجرمين في النظام الرأسمالي ، يمارسون فيه أبرع أسلوب للظلم ليؤمِّنوا لأنفسهم حصاد الأرباح من كلّ نشاط اقتصاديّ  ، ويُخدّرون الشعوب بزُخرف كاذب من الحريّة ، وبإلقاء الفُتات إليهم ، وبنشر الفاحشة والخمور والمخدرات ، بتخدير مباشرٍ وغير مباشرٍ . لك أن تبدي رأيك كما تشاء في الجو الديمقراطي ، وأما القرار فيُتّخذ في عتمات الكواليس وظلام الزوايا ، ويشغلون الناس عن مصالحهم الحيوية بإثارة الفتن بعد الفتن .
إنَّ جرائم الديمقراطية كما نشاهدها على مساحة الكرة الأرضية جرائم ممتدة أوسع امتداد . فلماذا كانت هذه الجرائم ؟! إنها شهوة النهب والطمع ! إنهم يعبدون مصالحهم من دون الله . ومع كل إعلان للإصلاح أو التغيير ، كان بوش وغيره يعلنون أن الإصلاح سيتمُّ لتأمين مصالح أمريكا ، والتغيير لتأمين مصالحها، والحروب لتأمين مصالحها ، تُعلن ذلك دون أن تُعْلن مرة واحدة عن مصلحة الإنسان ، عن مصلحة الشعوب . ولو حدث أن أخطأت وادَّعتْ أنَّها تسعى لمصلحة إنسان أو شعب ، فسرعان ما تثبت الأحداث أنَّ ذلك كان زُخرفاً كاذباً ، وخداعاً جليّاً .
والذي يؤلم النفس أن نرى أمريكا تحمل رسالة الديمقراطية بزخرفها الكاذب وممارستها المدمّاة وتسعى كما تدّعي إلى نشرها في العالم ، وفي الوقت نفسه نرى الأمة التي اختارها الله لتحمل رسالته إلى الناس كافة ، إلى العالمين ممزقة مشتّتة القوى ، تخلَّى الكثيرون منها عن حمل هذه الأمانة ، تخلَّوا عن نشر دين الله ، الإسلام كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، في الأرض كلها ، حتى تكون كلمة الله هي العليا . عجباً كل العجب ! أيحمل أُناس الباطل اليوم ويزيّنه شياطين الإنس والجنّ ويزخرفونه ويدعون إليه ويسعون لنشره في العالم كله ، ونرى أُناساً بين أيديهم الحقّ يتخلَّون عن دعوته ، وينصرفون إلى الدعوة إلى الديمقراطية والعلمانية ؟!
واقع المسلمين اليوم يشكو من نواحٍ متعددة من الخلل ومن تخلّفٍ علميٍّ وصناعيٍّ ، لا بدَّ للمسلمين أن يُعالِجوا هذا الواقع الذي أورثنا الهزائم والمذلة والهوان . وإنَّ علاج واقع المسلمين متوافر بأيدي المسلمين ، فلسنا بحاجة إلى وصاية أمريكا وغيرها علينا لتدَّعي أنها تريد " الإصلاح " ! إنَّ أمريكا خير لها أن تلتفت إلى واقعها فهو بحاجة ماسَّة إلى الإصلاح من جميع جوانبه . إن أمريكا بحاجة ماسَّة إلى الإسلام ! ونحن لسنا بحاجة إلى ديمقراطيتها !
ليس واقع منطقتنا وحده يحتاج إلى إصلاح ، إنَّ واقع البشرية اليوم كلّه يحتاج إلى إصلاح ، لإخراجه من ظلمات الفتن والفساد والصدّ عن سبيل الله . إنَّ العالم كلّه بحاجة إلى إصلاح عاجل ، وإن أول مجتمع يحتاج إلى الإصلاح أمريكا نفسها ، وقد طغى فيها الفساد ولم يستطع الزخرف أن يُخْفيَه .
إذا كنَّا نؤمن بالله حقاً ، ونؤمن بأن منهاج الله حق كامل من عند الله ، فيجب أن نؤمن أن الله أرحم بعباده من أن يبعث لهم برسالة خاتمة لا تعالج مشكلاتهم ونواحي خللهم . بل لقد أنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب على عبده محمد صلى الله عليه وسلم للناس جميعاً للعالمين ، شفاء ورحمة للمؤمنين . فالعلاج والإصلاح والتطوّر والتقدّمُ ، والتجديد وكلّ ما يرجوه المؤمنون من عزّة وسؤدد هو بين أيديهم في الكتاب والسنّة ، جعلها الله مصدر كلّ خير للبشرية كلّها .
إنَّ كثيرين من المسلمين الذين ينادون بالديمقراطية ويدعون إليها ، يقومون بذلك ظنّاً منهم أنَّ فيها الحريّة والعدالة والمساواة ، كما أعلن ذلك داعية مسلم في أحد المؤتمرات . ولو أن رجلاً غيرَ مسلم ادَّعى ذلك لوُجدَ له عذر ، أما المسلم فما عذره ؟! فإذا كان الإسلام ، دينُ الله ، لا يوجد فيه الحريّة والعدالة والمساواة ، فلم أنتم مسلمون ؟! وإذا كان الإسلام فيه الحريّة والعدالة والمساواة ، كل ذلك رحمة من ربِّ العالمين ، فلمَ تُعطون هذا الشرف للديمقراطية زوراً وبهتاناً ، وتنزعونه من الإسلام ظلماً وعدواناً ؟!
إذا كان المسلمون لا يشعرون بحقيقة الحرية والعدالة والمساواة ، فليس ذلك لأن هذه القيم غير موجودة في الإسلام ، ولكنه لأننا لم نحسن تطبيق الإسلام. وإذا أساء بعضنا تطبيق الإسلام فما ذلك إلا لخلل في الإيمان وخلل في العلم ، ولأخطاء جسيمة يرتكبها المسلمون .
إنَّ ما نلقاه اليوم هو بما كسبت أيدينا ، فالله حق لا يظلم أحداً . ولكنها سنن ربانية ثابتة ماضية في حياة الناس . ولو أخذ المسلمون بهذه السنن الثابتة واتبعوا منهاج الله لكانوا أعزَّ أمّة على الأرض . وحسبُ المسلمين أنَّ لهم من الله قوةً ومدداً ليست لغيرهم إذا صدقوا وآمنوا والتزموا .
ولكننا نحن ظلمنا أنفسنا ، وارتكبنا من التنازلات  ما وفَّر للأعداء الفرصة لأن يجرؤوا علينا ، ويُعلنوا يوماً حرباً على حجاب المرأة المسلمة ، ويوماً يدَّعون الإصلاح بنزع الإسلام من الحياة إن استطاعوا ، ويوماً بالاحتلال ، ويوماً بالفتن بعد الفتن .
إنَّ سبيل الإصلاح واضح ممتدٌّ أمامنا .إنه نابع من منهاج الله  إذا التجأنا إلى الله حق اللجوء ، وإذا حاسبنا أنفسنا على ميزان منهاج الله ، لنعرف أخطاءنا ولنعرف سبيل علاجها .
إن الإصلاح الذي نرجوه ، لا ينحصر في تحسين واقعنا المادي . فتحسين الواقع المادي وحده قد تختلف السبل إليه بين أمواج المصالح والأهواء .  ولكن الإصلاح الذي نرجوه هو الإصلاح الذي ننجو به من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة ، ولننال القوة والعزة على أساس ذلك . فلهذا الإصلاح سبيل واحد فقط ، لا يمكن أن تتعدد السبل له.
لا يملك المسلمون اليوم إلا أن يجهروا بدين الله الحقّ كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، دون أيّ تحريف أو تأويل أو تبديل ، ليبلّغوه للناس كافّة ، للبشرية كلّها ، حتى تكون كلمة الله هي العليا . لا بدَّ أن يوقف المسلمون جريهم اللاهث وراء زخارف كاذبة من مصطلحات الاشتراكية والديمقراطية والعلمانية ، وغير ذلك من المصطلحات التي أخذت تتبدّل كما تتبدَّلُ " نماذج " الملابس ! لا بدَّ أن يوقف المسلمون مسلسل التنازلات التي طال أمره وأورثنا المذلّة والهوان والصغار .  لا بدَّ للمسلمين اليوم أن يربطوا إصلاح الواقع المادّي بإصلاح سبيلهم إلى الدار الآخرة في أيّ تصوّر أو عمل أو موقف ، ولا يكونوا كالذين يؤثرون الدنيا على الآخرة :
( الذين يستحبّون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدُّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً أولئك في ضلال بعيد )    [ إبراهيم : 3 ]
 لا بدَّ أن ينهجوا هذا النهج وأن يبذلوا من أجله البذل الذي يستحقُّه كما أمرهم الله سبحانه وتعالى .
مهما كان الطريق طويلاً ، فإنه الطريق الوحيد لبلوغ الإصلاح الذي نرجوه. وإن هذا الإصلاح يبتدئ من أنفسنا ، وفي أنفسنا ، ثمَّ يمتدُّ إلى ميادين الحياة كلّها ، لتصبح ساحة عبادة لله ، ووفاء بالأمانة ، وقيام بالخلافة ، وعمارة للأرض بحضارة الإيمان .
(وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله ذلكم وصَّاكم به لعلكم تتقون ) [ الأنعام :  153 ]
وكذلك :
( … وتوبوا إلى الله جميعاً أيَّها المؤمنون لعلَّكم تُفْلحون )
[ النور : 31 ]
 

المراجع

albayan.ae

التصانيف

تاريخ  أحداث  أحداث سياسية