إن الاقتصاد اليوم هو محور الحياة في العالم، ويأتي في قمة الأولويات واهتمام الدول والمفكرين والمتخصصين.
وتعد المصارف عصب الاقتصاد ومحركه الرئيس؛ لأنها تحفظ الأموال وتحركها وتنميها، وتسهل تداولها، وتخطط استثمارها، والمصرفية الإسلامية تعد ركناً أساسياً في أركان النظام الاقتصادي الإسلامي خصوصاً المعاصر، والحقيقة فإن المصرفية الإسلامية ليست تغييراً في الشكل أو المسمى أو مجرد إضافة كلمة (إسلامي) إلى اسم المصرف أو تغيير في بعض المسميات وفق مضمون ربوي كما ظُن.
فالمصرفية الإسلامية ليست مجرد مصارف لا تتعامل بفائدة أخذاً وعطاء فحسب، ولكنها أيضاً مؤسسات عقدية، أنشئت لتجسيد وتدعيم الاقتصاد الإسلامي في الممارسة العملية ولها حق الاستثمار والربح وبنفس الوقت عليها مسؤولية تنموية للمجتمعات.
ولذا سعت المصرفية الإسلامية في الدول الإسلامية والعربية لمعالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة، وكذا تخفيف معاناة الأفراد المادية.
بل قد أصبحت المصرفية الإسلامية تضاهي البنوك التجارية في أنشطتها الاقتصادية والمصرفية والتجارية كما انتشرت في معظم بلاد العالم الإسلامي، ومن ثم فلا عجب أن تتخذ البنوك التجارية خطوات إيجابية نحو إنشاء أقسام أو فروع للمعاملات المالية الإسلامية.
كما تتميز المصرفية الإسلامية بحرصها على مبدأ المشاركة، وتقرير العمل مصدراً للكسب، بدلاًَ من اعتبار المال مصدراً وحيداً للكسب، وتحرير الفرد من النزعة السلبية التي يتسم بها المودع الذي يودع ماله انتظاراً للفائدة، مع تصحيح وظيفة رأس المال في المجتمع خادماً لمصالحه لا كياناً مستقلاً.
ففي وثيقة صدرت عن صندوق النقد الدولي جاء فيها: "إن نظام المصارف الإسلامية أكثر فعالية وتوازناً من الأنظمة المالية في الدول الغربية، وخصوصاً في معالجة الهزات المالية".
وبالرغم من التوجه العالمي للمصرفية الإسلامية، إلا أنها ما زالت تواجه انتقادات كثيرة، وتحديداً في البلاد الإسلامية، والتي توقع الكثير من مجتمعاتها أن تكون بديلاً للمصارف التقليدية التي تقوم على مبدأ الربا وأخذ الفوائد العالية من العملاء.
ومن بين الانتقادات التي تواجهها المصرفية الإسلامية، ارتفاع أرباح التمويل والذي يكون أعلى من معدلها لدى المصارف التقليدية، كما تواجه المصرفية الإسلامية انتقادات أخرى كالتعامل الصوري في المنتجات القائمة، وأنها تركز حالياً على البحث عن الربح فقط، وبأي طريقة كانت، وتسعى جاهدة لتطويع المنتجات التي كانت تتعامل بها المصارف التقليدية إلى إسلامية.
ختاماً يمكن القول: إن المصارف الإسلامية تعد من البنوك القليلة الأصيلة التي نشأت، وأعتقد أن نظام هذه البنوك قد يلعب دوراً فعالاً في تنمية وإنعاش الاقتصاد، خصوصاً خلال الأزمات الراهنة لأن هدفها الكبير يتجه نحو الاستثمارات المنتجة».
http://fiqh.islammessage.com
ترشيد استهلاك المياه
نظرة جديدة لاستهلاك المياه
نظرة جديدة لسلوك المستهلك
رؤية في الاستفادة من الحج
الحج مؤتمر جامع .. له آداب
شركات الأسهم
فتاوى في بعض التعاملات المالية
استفسارات البنك الإسلامي للتنمية
أحكام التعامل في الأسواق المالية المعاصرة
التقسيط والاستدانة مفاهيم ومحاذير
 

المراجع

موسوعة " المختار الأسلامي "

التصانيف

اقتصاد