في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التعليم العالي في الأردن تحركات سريعة في مجال تعيين رؤساء الجامعات وتعديل التشريعات والخطط ، يستمر وضع الجامعات الأردنية في التراجع العام في لائحة أفضل الجامعات العربية والعالمية.

لقد فقدنا منذ كثير من الوقت الطموحات في الدخول إلى لائحة أفضل 500 جامعة في العالم والتي لا تضم سوى ثلاث جامعات سعودية ولكن طموحنا الأساسي الآن هو في استعادة مكانة الجامعات الأردنية في التصنيف العربي ، والتي كانت دائما تمثل فخرا لقطاع التعليم العالي الأردني وسببا في استقطاب الطلاب العرب والأجانب.

في التصنيف الأخير للجامعات العالمية والذي تعده مؤسسة ويب متركس شهدت الجامعات الأردنية بعض التغييرات في الترتيب مقارنة بالدول العربية الأخرى ولكنها لا زالت دون المستوى المأمول.

التقدم الأبرز حققته الجامعة الأردنية والتي تقدمت قدمت 1628 مركزا على مستوى العالم لتصبح بالمركز 3246 عالميا وتقدمت ستة عشر مركزا على مستوى الوطن العربي لتصبح بذلك بالمركز 18 عربيا ثم جامعة العلوم والتكنولوجيا (19) وجامعة اليرموك (26) والجامعة الهاشمية (38) وجامعة البترا (40) وجامعة فيلادلفيا (44) والجامعة العربية المفتوحة (45) وجامعة آل البيت (50) لا يمكن التذرع بالمبررات المالية لتبرير هذا الإخفاق فها هي جامعة النجاح الفلسطينية تحتل المركز الخامس عربيا بعد الجامعات السعودية الأربع وتضم القائمة ايضا جامعة القاهرة (والتي لا تملك موارد مالية ضخمة) في المركز الثامن وجامعة القديس يوسف اللبنانية في المركز 12 وجامعة بيرزيت (13) وجامعة الخرطوم (14) وجامعة المنصورة (20) وجامعة عين شمس (21).

وقد تعمدنا في هذا الشرح التركيز على الجامعات في الدول العربية متوسطة الدخل لا الدول الخليجية الثرية ، مع الحرص على عدم إصدار اي حكم خاطئ يحاول ربط نجاح الجامعات الخليجية بالمال فقط ، فهذه الجامعات تمكنت من جمع أفضل الأساتذة (ونسبة كبيرة منهم أردنيون) وأفضل الأجهزة والمعدات والبنية التحتية في مناخ تعليمي جامعي متطور وهي أصبحت تمثل الموقع الجديد للنهضة الأكاديمية العربية.

هنالك مجموعة من الأمراض السياسية والاجتماعية التي تنخر الجامعات الأردنية إضافة إلى الظروف الاقتصادية غير المحفزة للنسبة الأكبر من أعضاء هيئات التدريس وضعف توفر المخصصات المالية للبحث العلمي ولا ننسى ايضا تعدد بل وتشتت بعض التشريعات والمرجعيات والشروط المتعلقة بالنشر العلمي.

ويمكن القول وبكل اسف أن الجامعات الأردنية لم تعد مكانا جذابا للطلبة العرب سواء أكاديميا أو بسبب استمرار حالات المشاجرات والتوتر الاجتماعي بين الطلبة.

رأس المال الاجتماعي والذي كان المحرك الأساسي للتنمية في الأردن وجعل هذا البلد فخورا بالكفاءات يتراجع بشكل مزعج ، وهذا أكثر من مجرد جرس إنذار بل يشبه دق الطبول الكبيرة في الصين وهي يجب أن تبقى تقرع فوق رؤوس صناع القرار التعليمي في الأردني يوميا حتى نستعيد مكانتنا الطبيعية في الترتيب الطليعي لإنتاج المعرفة والكفاءات في العالم العربي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باتر محمد علي وردم   جريدة الدستور